للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلحها إلا العدل، وأولى [الناس] [١] بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: أخبرنا أبو العباس المنصوري عن القثمي، عن مبارك الطبري قال: سمعت أبا عبيد الله يقول: سمعت المنصور يقول للمهدي:

يا أبا عبد الله لا تجلس مجلسا إلا ومعك فيه رجل من أهل العلم يحدثك، فإن محمد بن مسلم بن شهاب قال: إن الحديث ذكر لا يحبه إلا الذكور من الرجال، ويكرهه مؤنثوهم، وصدق أخو بني زهرة.

وكان المنصور يقول: ما أحوجني أن يكون على بابي أربعة نفر، لا يكون على بابي أعف منهم، قيل: يا أمير المؤمنين، من هم؟ قال: هم أركان الملك ولا يصلح الملك إلا بهم، كما إن السرير لا يصلح إلا بأربعة قوائم، إن نقصت قائمة واحدة فقد وهي [٢] ، أما احدهم: فقاض لا يأخذه في الله لومة لائم، والآخر: صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، والثالث: صاحب خراج يستقضي ولا يظلم الرعية فإني غني عن ظلمهم. ثم عض أصبعه السبابة ثلاث مرات يقول في كل مرة: آه آه على الرابع [٣] فقيل له: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء على الصحة.

وكتب أبو جعفر إلى عامله بالمدينة: أن بع الثمار التي في الضياع، ولا تبعها إلا ممن نغلبه ولا يغلبنا، والذي يغلبنا المفلس الذي لا مال له ولا رأي لنا في عذابه ويذهب مالنا قبله، وبعها بدون من ذلك ممن ينصفك ويوفيك.

قال المنصور: كانت العرب تقول: العري الفادح خير من الزي الفاضح.

وقال أيضا: الملوك تحتمل كل شيء إلا ثلاثا: إفشاء السر، والتعرض للحرمة، والقدح في الملك [٤] .


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] في الأصل: «واحدة فسد وهي أما أحدهم» . وفي ت، حذفت: «وهي» .
[٣] في ت ينفض «على الرابع» .
[٤] في الأصل: «وتعرضا للحرمة، وقدح في الملك» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>