للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمه، فَقَالَ: هل تدرين أين ذهب إِبْرَاهِيم بابنه؟ فَقَالَتْ: ذهب بِهِ يحتطبان من هَذَا الشعب، قَالَ: مَا ذهب بِهِ إلا ليذبحه، قَالَتْ: هُوَ أرحم بِهِ وأشد حبا من ذَلِكَ، قَالَ: إنه يزعم أَن اللَّه يأمره بِذَلِكَ، قَالَتْ: فَإِن كَانَ ربه أمره بِذَلِكَ فتسليما لأمر اللَّه. فرجع عدو اللَّه لَمْ يصب من آل إِبْرَاهِيم شَيْئًا مِمَّا أراد.

فَقَالَ: يا أبت إِذَا أردت ذبحي فاشدد رباطي، فَإِن الْمَوْت شديد، واشحذ شفرتك حَتَّى تجهز عَلِي فتريحني. فَإِذَا أَنْتَ أضجعتني فعلى وجهي فإني أخشى إِن نظرت فِي وجهي أَن تدركك رقة تحول بينك وبين أمر اللَّه فِي، وإن رأيت أَن ترد قميصي إِلَى أمي فَإِنَّهُ عسى أَن يَكُون أسلى لها عنّي. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: نعم العون أَنْتَ يا بَنِي عَلَى أمر اللَّه. فربطه كَمَا أمره، ثم شحذ شفرته ثُمَّ تله للجبين، واتقى النظر فِي وجهه، ثُمَّ أدخل الشفرة، فقبلها اللَّه تَعَالَى ونودي: قد صدقت الرؤيا.

قَالَ ابْن عَبَّاس: خرج عَلَيْهِ كبش من الْجَنَّة قَدْ رعاها قبل ذَلِكَ أربعين خريفا، وَهُوَ الكبش الَّذِي قربه هابيل فنحره فِي منى [١] .

وَقَالَ عَلِي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: كَانَ كبشا أبيض أقرن أعين مربوطا بسمر فِي ثبير [٢] .

وَقَالَ عَبْد بْن عمير: ذبح بالمقام.

وَقَالَ الْحَسَن: أهبط عَلَيْهِ من ثبير.

قَالَ وهب بْن منبه، وشعيب الجبائي، وغيرهما: كَانَ ذَلِكَ بإيليا من أرض الشام.

ومن الأحداث فِي زمن الخليل عَلَيْهِ السَّلام احتيال نمرود فِي صعود السماء وبنيان الصرح [٣]

رأى نمرود سلامة إِبْرَاهِيم من النار وَمَا آمن، ثُمَّ زاد عتوه وتمرده فبقي أربعمائة


[١] الخبر في تاريخ الطبري ١/ ٢٧٧.
[٢] تاريخ الطبري ١/ ٢٧٦.
[٣] تاريخ الطبري ١/ ٢٨٩، وتفسير الطبري ١٣/ ١٦١، ومرآة الزمان ١/ ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>