للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ ذَكَرْنَا أَن قوما يقولون نمرود هُوَ الضَّحَّاك الَّذِي سبق ذكره، وليس كَذَلِكَ، لأن نسب نمرود في النبط، ونسب الضَّحَّاك فِي عجم الفرس [١] .

وذكر قوم أَن الضَّحَّاك ضم إِلَى نمرود السواد وَمَا اتصل بها، وَكَانَ عاملا لَهُ، وكانت ولايته بابل من قبل الضَّحَّاك، فلما ملك أفريدُونَ وقهر الضَّحَّاك قتل نمرود وشرد النبط. والله أعلم.

ومن الأحداث فِي زمن الخليل عَلَيْهِ السَّلام إرسال ابنه إِسْحَاق إِلَى أرض الشام

وَكَانَ إِبْرَاهِيم بفلسطين وإسماعيل إِلَى جرهم ولوط إِلَى سدوم، ويعقوب إلى أرض كنعان، فهؤلاء كلهم أرسلوا فِي زمانه.

ومن الأحداث فِي أَيَّام الخليل عَلَيْهِ السَّلام هلاك قوم لوط [٢]

قَدْ ذَكَرْنَا أَن لوطا عَلَيْهِ السَّلام هاجر مَعَ عمه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلام مؤمنا بِهِ متبعا لَهُ عَلَى دينه إِلَى الشام معهما سارة. وَقَدْ قيل: كَانَ معهم تارخ أَبُو إِبْرَاهِيم وَهُوَ عَلَى غَيْر دينه حَتَّى صاروا إلى حرّان، فمات تاريخ بحران عَلَى كفره. وشخص إِبْرَاهِيم ولوط وسارة إِلَى الشَّام، واختتن لوط مَعَ إِبْرَاهِيم ولوط ابْن ثَلاث وخمسين سَنَة، ثُمَّ مضوا إِلَى مصر فصادفوا هناك فرعونا من فراعنتها، ويقال لَهُ أَخُو الضَّحَّاك، وجهه الضَّحَّاك عاملا عَلَيْهَا من قبله، فرجعوا عودا عَلَى بدئهم إِلَى الشام، فنزل إِبْرَاهِيم فلسطين ونزل لوط الأردن، فأرسل الله تعالى لوطا وَذَلِكَ فِي وسط عُمَر إِبْرَاهِيم.

وَهُوَ: لوط بْن هاران بْن تارخ، ورأيت بخط أَبِي الْحُسَيْن بْن المنادي: «هازن» ، بالزاء المعجمة من غير ألف.


[١] راجع تاريخ الطبري ٢٩١.
[٢] تاريخ الطبري ١/ ٢٩٢، ونهاية الأدب ١٣/ ١١٥، وشفاء الغرام ٢/ ٣، وعرائس المجالس ١٠٠، والبداية والنهاية ١/ ١٩١، ومرآة الزمان ١/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>