للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ المنصور، فقالوا: هو السابع. وكانوا يطوفون حول قصر المنصور ويقولون: هَذَا قصر ربْنا.

فأرسل المنصور فحبس منهم مائتين- وكانوا ستمائة- فغضب أصحابهم الباقون ودخلوا السجن، فأخرجوهم وقصدوا نحو المنصور، فتنادى الناس، وغلقت أبواب المدينة، وخرج المنصور ماشيا ولم يكن عنده دابة، فمن ذلك الوقت ارتبط فرسا، فسمى: فرس النوبة، يكون معه فِي قصره- فأتي بدابة فركبها، وجاء معن بْن زائدة فرمى بْنفسه وقال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين إلا رجعت، فإني أخاف عَلَيْك. فلم يقبل وخرج، فاجتمع إِلَيْهِ الناس، وجاء عثمان بْن نهيك فكلمهم، فرموه بْنشابة وكانت سبب هلاكه، ثُمَّ حمل الناس عليهم فقتلوهم، وَكَانَ ذلك فِي المدينة الهاشمية بالكوفة فِي سنة إحدى وأربعين [١] .

وقد زعم بعضهم أن ذلك كَانَ فِي سنة ست وأربعين أو سبع وأربعين ومائة.

وفي هذه السنة: وجه أَبُو جعفر المنصور ابْنه محمدا- وَهُوَ ولي عهده يومئذ- إِلَى خراسان في الجنود، وأمره بْنزول الري، ففعل [٢] .

وَفِيهَا: خلع عَبْد الجبار بْن عَبْد الرَّحْمَنِ عامل أبي جعفر على خراسان:

وسبب ذلك: أن المنصور بلغه عَنْ عَبْد الجبار أنه يقتل رؤساء أَهْل خراسان، وأتاه من بعضهم كتاب فِيهِ: قَدْ نغل الأديم، فَقَالَ لأبي أيوب: إن عَبْد الجبار قَدْ أفنى شيعتنا، وما فعل هذا إلا وَهُوَ يريد أن يخلع. فَقَالَ: اكتب إليه: إنك تريد غزو الروم، ١٤/ ب فيوجّه إليك الجنود من خراسان، فإذا خرجوا منها فابعث إِلَيْهِ من شئت، فليس به/ امتناع. فكتب بذلك [إِلَيْهِ] [٣] ، فأجابه: أن الترك قَدْ جاشت، وإن فرقت الجنود ذهبت خراسان. فَقَالَ لأبي أيوب: مَا ترى؟ فَقَالَ: اكتب إليه: أن خراسان أهم إلي من غيرها، وأنا موجه إليك من قبلي. ثُمَّ وجه إِلَيْهِ الجنود ليكونوا بخراسان، فإن هم بخلع أخذوا بعنقه.

فلما ورد على عَبْد الجبار الكتاب كتب إِلَيْهِ: إن خراسان لم تكن قط أسوأ حالا


[١] انظر: تاريخ الطبري ٧/ ٥٠٥- ٥٠٨.
[٢] انظر تاريخ الطبري ٧/ ٥٠٨.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأثبتناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>