للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوجت ابْني عَلَى ألفي درهم فلم أقدر عَلَيْهَا، ففكرت فيمن أقصد، فوقع فِي قلبي أَبُو أيوب المورياني [١] ، فدخلت عليه فَقَالَ: لك ألفان، فلما نهضت لأقوم، قَالَ:

والمهر ألفان فأين الجهاز؟ ثم قَالَ: ألفان للجهاز، فذهبت لأقوم فَقَالَ: المهر والجهاز فأين الخادم؟ ولك ألفان للخادم، فذهبت لأقوم فَقَالَ: والشيخ لا يصيب شيئا؟ ولك ألفان، فلم أزل أقوم ويقعدني حَتَّى انصرفت من عنده بخمسين ألفا.

وَقَالَ أَبُو بكر الصولي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد أَبُو هفان، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن إِبْرَاهِيم [٢] ، قَالَ:

كَانَ أَبُو أيوب إذا دعاه المنصور يصفر ويرعد، فإذا خرج من عنده تراجع لونه، فقيل له: إنا نراك مَعَ كثرة دخولك إِلَى أمير المؤمنين وأنسه بك إذا دخلت إِلَيْهِ ترعد [٣] ، فَقَالَ: مثلي ومثلكم فِي هَذَا كمثل بازي وديك تناظرا، فَقَالَ البازي للديك: مَا أعرف أقل وفاء منك، فَقَالَ: وكيف ذاك؟ فَقَالَ: تؤخذ بيضة ويحضنك أهلك وتخرج على ٨١/ ب أيديهم فيطعمونك بأكفهم حَتَّى إذا كبرت صرت/ لا يدنو منك أحد إلا طرت ها هنا وها هنا وصحت، فإذا [٤] علوت حائط دار كنت فِيهَا سنين طرت منها وتركتها وصرت إِلَى غيرها. وأنا أؤخذ من الجبال وقد كبرت فأطعم الشيء اليسير وأؤنس يوما أو يومين ثُمَّ أطلق عَلَى الصيد فأطير وحدي وآخذه وأجيء به إِلَى صاحبي. فَقَالَ له الديك: [ذهبت عنك الحجة] أما لو رأيت بازيا فِي سفود مَا عدت إليهم أبدا، وأنا فِي كل وقت أرى السفافيد مملوءة ديوكا وأبيت معهم، فأنا أكثر وفاء منك [٥] ، ولو عرفتم من المنصور مَا أعرف لكنتم أسوأ حالا مني عند طلبه إياكم.

تُوُفِّيَ أَبُو أيوب في هذه السنة.

٨٣٣- عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب العدوي المديني: [٦]

وكان من أحسن الناس صورة.


[١] في الأصل: المرزباني» وما أوردناه من ت.
[٢] في ت: «العباس بن رستم» .
[٣] في ت: «وأنسه بك تتغير إذا دخلت إليه» .
[٤] في ت: «فإن» .
[٥] في ت: «فإنّي أوفى منك» .
[٦] تاريخ بغداد: ١٠/ ٤٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>