للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها أمر بقسمة خمسة دراهم [١] عَلَى أَهْل الكوفة، وأراد بذلك علم عددهم، فلما علم عددهم أمر بجبايتهم أربعين درهما من كل إنسان، فجبوا. ثُمَّ أمر بإنفاق ذلك عَلَى سور الكوفة وحفر الخندق، فَقَالَ شاعرهم:

يا لقومي مَا لقينا ... من أمير المؤمنينا

قسم الخمسة فينا ... وجبانا أربعينا [٢]

وفي هذه السنة: طلب ملك [٣] الروم الصلح من المنصور عَلَى أن يؤدي إِلَيْهِ الجزية.

وَفِيهَا: عزل المنصور أخاه الْعَبَّاس بْن محمد عن الجزيرة وأغرمه مالا، وغضب ٨٤/ أعليه/ وحبسه ثُمَّ رضي عنه، واستعمل عَلَى حرب الجزيرة وخراجها موسى بْن كعب.

وَفِيهَا: عزل المنصور مُحَمَّد بْن سليمان بْن عَلِيّ عَنِ الكوفة، واستعمل مكانه عَمْرو بْن زهير أخا المسيب بْن زهير.

وَقَالَ عُمَر بْن شبة [٤] : إنما كَانَ هَذَا فِي سنة ثلاث وخمسين. وعمرو هو الَّذِي حفر الخندق بالكوفة.

واختلفوا فِي سبب عزله لمحمد بْن سليمان. فَقَالَ بعضهم [٥] : إنما عزله لأمور قبيحة بلغته عنه اتهمه فِيهَا.

وَقَالَ آخرون: بل كَانَ السبب أنه أتى فِي عمله عَلَى الكوفة بِعَبْدِ الكريم بن أبي العوجاء، وكانت خال معن بْن زائدة، فكثر شفعاؤه إِلَى أبي جَعْفَر، ولم يشفع فِيهِ إلا ظنين، فأمر بالكتاب إِلَى مُحَمَّد بْن سليمان بالكف عنه إِلَى أن يأتيه رأيه فِيهِ.

فكلم ابن أبي العوجاء أبا الجبار، فَقَالَ لَهُ: إن أخرني الأمير ثلاثة أيام فله مائة ألف درهم ولك كذا وكذا، فأعلم أَبُو الجبار محمدا، فَقَالَ: أذكرتنيه، والله كنت قد نسيته، فإذا


[١] تكررت في الأصل «خمسة دراهم» .
[٢] في الطبري: «الأربعينا» .
[٣] في ت: «طلب ملوك» .
[٤] تاريخ الطبري ٨/ ٤٧.
[٥] تاريخ الطبري ٨/ ٤٨، ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>