للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة خمس وستين ومائة]

فمن الحوادث فِيهَا:

غزوة هارون بْن المهدي الصائفة من أرض الروم، وجهه أبوه فِي يوم السبت لإحدى [عشر] [١] ليلة بقيت من جمادى الآخرة غازيا إِلَى بلاد الروم، وضم إليه الربيع مولاه/ فأوغل هارون فِي بلاد الروم فلقيته خيول فقاتلها فانهزمت، وسار هارون في ١٢٥/ أخمسة وتسعين ألفا وسبعمائة وثلاثة وتسعين، وحمل من الفيء مائة ألف دينار وثلاثة وسبعين ألفا وأربع مائة وخمسين دينارا، ومن الورق أحد وعشرون ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة عشر ألف وثمانمائة درهم، وسار هارون حَتَّى بلغ خليج البحر الّذي على القسطنطينية، وصاحب الروم يومئذ امرأة أليون، وذلك أن زوجها هلك وابْنها صغير، [فكان] [٢] فِي حجرها فجرت بينها وبين هارون رسل وسفراء فِي طلب الصلح والموادعة وإعطاء الفدية [٣] . فقبل ذلك منها هارون، وشرط عليها الوفاء بما أعطت، وأن تقيم لَهُ الأدلاء والأسواق فِي طريقه، وذلك أنه دخل مدخلا ضيقا مخوفا عَلَى المسلمين، فأجابته إِلَى مَا سأل، والذي وقع عليه الصلح بينه وبينها سبعون ألف دينار تؤديها فِي نيسان فِي أول سنة، وفي كل سنة فِي حزيران، فقبل ذلك منها، وكتبوا كتاب الهدنة إِلَى ثلاث سنين، وسلمت الأسارى، فكان الَّذِي أفاء الله على هارون إلى أن أذعنت الروم بالجزية خمسة آلاف رأس وستمائة وثلاثة وأربعين رأسا، وقتل من الأساري ألفان


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في الأصل: «الهدنة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>