للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٢/ أبدنا، فما كَانَ الخبر؟ فقالوا: اطردت الكلاب ظبيا فما زال يتبعها فاقتحم الظبي/ باب خربه، فاقتحمت الكلاب خلفه واقتحم الفرس خلف الكلاب، فدق ظهره باب الخربة فمات من ساعته [١] .

القول الثاني: ذكره أَبُو نعيم المروزي قَالَ: بعثت جارية من جواري المهدي إِلَى ضرة لها لبْنا [٢] فِيهِ سم وَهُوَ قاعد فِي البستان بعد خروجه من عيساباد، فدعا به فأكل، ففرقت الجارية أن تقول إنه مسموم [٣] .

وروى أَحْمَد بْن مُحَمَّد الرازي: أن المهدي كَانَ جالسا فِي علية قصر بماسبذان، وكانت جاريته حسنة قَدْ عمدت إِلَى كمثرى فجعلته فِي صينية وسمّت واحدة في أحسنه وأنضجه، وردت القمع عَلَيْهَا ووضعتها فِي أعلى الصينية، وأرسلت بذلك مَعَ وصيفة لها إلى جارية المهدي- وكانت حظية عنده- تريد قتلها، فمرت الوصيفة بالصينية، فرآها المهدي، فدعاها فمدّ يده فأخذ الكمثراة الَّتِي فِي أعلى الصينية وهي المسمومة، فأكلها فصرخ: جوفي. فأخبرت حسنة الخبر، فجاءت تلطم وجهها وتبكي وتقول: أردت أن أنفرد بك فقتلتك، فهلك من يومه فجعلت حسنة عَلَى قبتها المسوح فَقَالَ أَبُو العتاهية فِي ذلك:

رحن فِي الوشي وأصبحن ... عليهن المسوح

كل نطاح من الدهر ... لَهُ يوم نطوح

لست بالباقي ولو ... عمرت مَا عُمَر نوح

فعلى نفسك نح إن ... كنت لا بد تنوح [٤]

توفي المهدي بقرية يقال لها الرّد من ماسبذان فِي ليلة الخميس لثمان بقين من المحرم، سنة تسع وستين، وَهُوَ ابْن ثلاث وأربعين سنة، ولم توجد لَهُ جنارة يحمل عَلَيْهَا، فحمل عَلَى باب، وصلى عليه ابْنه هارون، ودفن تحت جوزة كان يجلس تحتها


[١] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٦٨- ١٦٩.
[٢] في الطبري: «لبأ» وهو أول اللبن.
[٣] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٦٩.
[٤] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>