للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشكرًا وإن لي إليك حاجة. قُلْتُ: وما هِيَ؟ قَالَ [١] : كان لي من [٢] يتعاهدني [٣] في وقت صلاتي [٤] ويطعمني عند إفطاري، وقد فقدته منذ أمس، انظر [لي] [٥] ، هل تحسه لي. فقلت: إن في قضاء حاجة هذا العبد لقربة إلى الله تعالى، فخرجت في طلبه حتى إذا كنت في كثبان من رمل، إذا سبع قد افترس الغلام فأكله، فقلت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ٢: ١٥٦، كيف آتي هذا العبد الصالح من وجه رقيق فأخبره الخبر لئلا يموت، فأتيته، فسلمت عَلَيْهِ، فرد علي السلام، فقلت لَهُ [٦] : إني سائلك عن شيء، أتخبرني بِهِ؟

قَالَ: إن كان عندي منه علم أخبرتك بِهِ. قُلْتُ: أنت أكرم على الله عز وجل [٧] منزلة أم أيوب عليه السلام؟ قَالَ: بل أيوب عليه السلام [٨] كان أكرم على الله عز وجل مني، وأعظم منزلة. فقلت: أليس [قد] [٩] ابتلاه فصبر، حتى استوحش منه من كان يأنس به، وصار غرضا لمرار الطريق؟ فَقَالَ: بلى. قُلْتُ: إن ابنك الذي أخبرتني من قصته ما أخبرتني [١٠] ، خرجت في طلبه، حتى إذا كنت/ بين كثبان رمل، إذا أنا بالسبع قد افترس الغلام وأكله. فقال: الحمد للَّه الّذي لم يجعل في قلبي حسرة من الدنيا. ثم شهق شهقة فمات. فقلت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ٢: ١٥٦، من يعينني على غسله وتكفينه ودفنه. فبينا أنا كذلك إذا بركب يريدون الرباط، فأشرت إليهم فأقبلوا، فقالوا: ما أنت وهذا؟

فأخبرتهم بالذي كان من أمره، فثنوا رحلهم [١١] فغسلناه بماء البحر، وكفناه بأثواب كانت معهم، ووليت الصلاة عليه من بينهم، ودفناه في مظلته تلك، ومضى القوم إلى


[١] في ت: «إليك حاجة لي كان» .
[٢] «لي من» ساقطة من ت.
[٣] في ت: «يتعاهد» .
[٤] في ت: «في لوقت» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] «له» ساقطة من ت.
[٧] «عز وجل» ساقطة من ت.
[٨] «عليه السلام» ساقطة من ت.
[٩] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٠] في الأصل: «الّذي استخبرتني عنه خرجت» .
[١١] في الأصل: «فتنوا أرجلهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>