للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة]

فمن الحوادث فيها:

قتل الرشيد جعفر بن يحيى [بن خالد] [١] ، وإيقاعه بالبرامكة [٢] .

فأما سبب غضبه على جعفر الذي قتله لأجله فقد اختلف فيه، وفي سبب تغيره عَلَى البرامكة.

فقال بختيشوع: إني لقاعد في مجلس الرشيد إذ طلع يحيى بن خَالِد، وكان يدخل بلا إذن، فلما صار بالقرب/ من الرشيد وسلم عليه رد عليه ردا ضعيفا، فعلم يحيى أن أمرهم قد تغير، ثم أقبل علي الرشيد فقال: يا بختيشوع، يدخل عليك في منزلك أحد بلا إذنك؟ فقلت: لا، ولا يطمع في ذلك، فَقَالَ: ما بالنا يدخل علينا بلا إذن. فقام يحيى فقال: يا أمير المؤمنين قدمني الله قبلك، والله ما ابتدأت ذلك الساعة، وما هو إلا شيء خصني به أمير المؤمنين، ورفع به ذكري حتى إن كنت لأدخل وهو في فراشه، وما علمت أن أمير المؤمنين كره ما كان يحب، وإذ علمت فإني أكون في الطبقة الثانية من أهل الإذن والثالثة إن أمرني سيدي بذلك. قَالَ: فاستحى، وكان من أرق الخلفاء وجها، وعيناه في الأرض، ما يرفع طرفة. ثم قَالَ: ما أردت ما تكره، ولكن [٣] الناس يقولون. وخرج يحيى [٤] .


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] تاريخ الطبري ٨/ ٢٨٧. والبداية والنهاية ١٠/ ١٨٩. وتاريخ الموصل ص ٣٠٤. والكامل ٥/ ٣٢٧.
[٣] في ت: «وإنما» .
[٤] تاريخ الطبري ٨/ ٢٨٧، ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>