للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلح ما أفسد ذلك [١] الفاسق ويرتق ما فتق. فأشار عليه بيزيد بن مزيد، فلم يقبل.

وكان قد قيل للرشيد أن علي بن عيسى قد أجمع على خلافك، فشخص إلى الري من أجل ذلك عند منصرفه [٢] من مكة، فعسكر بالنهروان لثلاث عشرة بقيت من جمادى الأولى ومعه ابناه: المأمون والقاسم، فلما صار بقرميسين أشخص إليه جماعة من القضاة/ وغيرهم، وأشهدهم عليه [٣] أن جميع ماله في عسكره ذلك من الأموال والخزائن والسلاح والكراع، وما سوى ذلك للمأمون، وأنه ليس له فيه قليل ولا كثير، وجدد البيعة له على من كان معه، ووجه هرثمة بن أعين صاحب حرسه إلى بغداد، فأخذ البيعة [٤] على الأمين، ثم مضى الرشيد عند انصراف هرثمة إلى الري، وأقام بها نحوا من أربعة أشهر حتى قدم عليه علي بن عيسى من خراسان بالأموال، والهدايا، والطرف، والمتاع، والمسك، والجوهر، وآنية الذهب والفضة، والسلاح، والدواب، وأهدى بعد ذلك إلى جميع من كان معه من أهل بيته وخدمه على طبقاتهم، فرأى منه خلاف ما كان ظن به، وغير ما كان يقال عنه، فرضي عنه، ورده إلى خراسان، فخرج وهو مشيع له.

وقدم خزيمة بن خازم على الرشيد الري، فأهدى له هدايا كثيرة [٥] .

وفي هذه السنة [٦] : قدم سعيد الجرشي [٧] بأربعمائة رجل من طبرستان، فأسلموا على يد الرشيد [٨] .

وفيها: ولى الرشيد عبد الله بن مالك طبرستان، والريّ، والرّويان [٩] ، ودنباوند، وقومس، وهمدان. وولى عيسى بن جعفر بن سليمان عمان، فقطع البحر فافتتح


[١] «ذلك» ساقطة من ت.
[٢] «منصرفه» ساقطة من ت.
[٣] «عليه» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «فأعاد أخذ البيعة» .
[٥] تاريخ الطبري ٨/ ٣١٤- ٣١٦. والكامل ٥/ ٣٣٨، ٣٣٩. والبداية والنهاية ١٠/ ٢٠١.
[٦] في الأصل: «وفيها» .
[٧] في الأصل: «الجرسي» .
[٨] تاريخ الطبري ٨/ ٣١٦.
[٩] في الأصل: «روبان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>