للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

فقال لَهُ: صدقت، ثم أقبل على أبي الشيص فقال لَهُ: كأني بك قد أنشدت:

لا تنكري صدي ولا إعراضي ... ليس المقل عن الزمان براضي

فقال لَهُ: لا، ما أردت [أن] [١] أنشد هذا، وليس هذا بأجود شيء قلته. قالوا:

فأنشدنا ما بدا لك. فأنشدهم:

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم

أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمني اللوم

أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذ كان حظي منك حظي منهم

وأهنتني فأهنت نفسي صاغرا ... يا من أهون عليك ممن أكرم

[٢] فقال أبو نواس: أحسنت والله وجودت.

وعمي أبو الشيص في آخر عمره.

١٠٧٥- معاذ بن مُعَاذ، أبو المثنى البصري العنبري

[٣] .

ولد سنة تسع عشرة ومائة، وسمع سليمان التيمي، وشعبة، [و] [٤] الثوري، وغيرهم.

روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، / وأبو خيثمة، وغيرهم. وولي قضاء البصرة، وكان من الأثبات في الحديث.

وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا إلا وقد تعلق عليه شيء من الحديث إلا مُعَاذ العنبري، فإنهم ما قدروا أن يتعلقوا عليه في شيء من الحديث مع شغله بالقضاء [٥] .


[١] ما بين المعقوفتين: زدناه ليستقم المعنى.
[٢] الأغاني ١٦/ ٤٣٥.
[٣] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ١٣/ ١٣١- ١٣٤.
[٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٥] انظر: تاريخ بغداد ١٣/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>