للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبكي على هالك فجعت به ... أرملني قبل ليلة العرس

وقيل: إن هذا لابنه عيسى وكانت مملكة بمحمد.

١٠٨٦- محمد بن مناذر الشاعر، يكنى أبا ذريح. وقيل: أبا جعفر. وقيل: أبا عبد اللَّه

[١] .

كان مولى سليمان القهرماني، وكان سليمان مولى عبيد الله بن أبي بكرة. سَمِعَ محمدا، وشُعْبَة، وسفيان بن عيينة وغيرهم. وكان شاعرا فصيحا، ومدح المهدي، وكان عالما باللغة.

قال الثوري: سألت أبا عبيدة عن اليوم الثاني من النحر، ما كانت العرب تسميه؟

فَقَالَ: لا أعلم، فلقيت ابن مناذر فأخبرته فَقَالَ: أسقط مثل هذا على أبي عبيدة، وهي أربعة أيام/ متواليات، كلها على حرف الراء، الأول: يوم النحر، والثاني: يوم الفر، والثالث: يوم النفر، والرابع: يوم الصدر. فلقيت أبا عبيدة فحدثته، فكتبه عني عن محمد بن مناذر.

وكان محمد بن مناذر يتعبد ويتنسك، ويلازم المسجد، ثم هوى عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي فتهتك، وعدل عن التنسك، وأظهر الخلاعة، وكان عبد المجيد من أحسن الناس وجها وأدبا ولباسا، وكان يحب ابن منادر أيضا فتزوج عبد المجيد امرأة، وأولم عليها شهرا، يجتمع عنده أهل البصرة، فصعد ذات يوم إلى السطح فرأى طنبا من أطناب الستارة قد انحل، فأكب عليه يشده، فتردى على رأسه ومات من سقطته، فما رأيت مصيبة أعظم من مصيبته، ورثاه ابن مناذر فقال:

إن عبد المجيد يوم تولى ... هد ركنا ما كان بالمهدود

ما درى نعشه ولا حاملوه ... ما على النعش من عفاف وجود

قال يحيى بن مَعِين: كان ابن مناذر صاحب شعر، لا صاحب حديث، وكان يتعشق ابن عبد الوهاب، ويقول فيه الشعر، وتشبب بنساء ثقيف فطردوه من البصرة،


[١] انظر ترجمته في: لسان الميزان ٥/ ٣٩٠. وإرشاد الأريب ٧/ ١٠٧- ١١٠. وبغية الوعاة ١٠٧. والشعر والشعراء ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>