للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وستمائة سَنَة حَتَّى أدرك موسى، وَكَانَ الماء فِي زمان الغرق إِلَى حجزته، وَكَانَ يتناول الحوت من البحر فيرفعه بيده فِي الهواء فيفور فِي حر الشمس ثُمَّ يأكله.

وَكَانَ سبب هلاكه أَنَّهُ قطع حجرا من جبل فجاء بِهِ عَلَى رأسه ليقلبه عَلَى عسكر موسى، فبعث اللَّه طائرا فنقر الحجر فنزل فِي عنقه، فجاء موسى فضربه بالعصا فِي كعبه فقتله

. ومن الحوادث مَا جرى لبلعام من دعائه عَلَى موسى [١]

رَوَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ سالم بْن أَبِي النضر، أَنَّهُ حدث: أَن موسى لما نزل فِي أرض كنعان من أرض الشام، وَكَانَ بلعام بقرية من قرى البلقاء، فأتى قوم بلعم إِلَى بلعم، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا موسى بْن عمران فِي بَنِي إسرائيل/ قَدْ جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بَنِي إسرائيل ويسكنها، وإنا قومك وليس لنا منزل وأنت رجل مجاب الدعوة فادع اللَّه عَلَيْهِم. فَقَالَ: ويلكم، نبي اللَّه مَعَهُ الْمَلائِكَة والمؤمنون فكيف أدعو عَلَيْهِم وأنا أعلم من اللَّه [مَا أعلم] [٢] .

قَالُوا: مَا لنا من منزل، فلم يزالوا بِهِ يرققونه ويتضرعون إِلَيْهِ حَتَّى فتنوه فافتتن فركب حماره متوجها إِلَى الجبل الَّذِي يطلعه عَلَى عسكر بَنِي إسرائيل، فَمَا سار عَلَيْهَا غَيْر قليل حَتَّى ربضت بِهِ، فنزل عَنْهَا فضربها حَتَّى أذلقها وأذن اللَّه لَهَا فكلمته، فَقَالَتْ:

ويحك يا بلعم! أَيْنَ تذهب؟! ألا ترى الْمَلائِكَة أمامي تردني [عَنْ] [٣] وجهي هَذَا، أتذهب إِلَى نبي اللَّه والمؤمنين تدعو عَلَيْهِم! فلم ينزع عَنْهَا يضربها، فخلى اللَّه سبيلها حين فعل بها ذلك.


[١] تاريخ الطبري ١/ ٤٣٧، وتفسير الطبري ١٣/ ٢٥٢- ٢٦٨، وعرائس المجالس ٢٣٧، وتفسير ابن كثير ٣/ ٢٥٠، والدر المنثور ٣/ ١٤٥، وزاد المسير ٣/ ٢٨٦، والكسائي ٢٢٧، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٣/ ٢٩٤.
[٢] ما بين المعقوفتين: من تاريخ الطبري ١/ ٤٣٧.
[٣] ما بين المعقوفتين: من تاريخ الطبري ١/ ٤٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>