للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكي عنه من التحرم واللعب أشياء، ثم أنه تاب وتنسك وترك قول الشعر/، وخرق جميع ما عنده منه وأحرقه [١] ، وصار كثير الصلاة وحج على قدميه.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال: حج سعيد بن وهب ماشيا فبلغ منه وجهد، فقال:

قدمي اعتورا رمل الكثيب ... واطرقا الآجر من ماء القليب

رب يوم رحتما فيه على ... زهرة الدنيا وفي واد خصيب

وسماع حسن من حسن ... صخب المزهر كالظبي الربيب

فاحسبا ذاك بهذا وأجرا ... وخذا من كل فن بنصيب

إنما أمشي لأني مذنب ... فلعل الله يعفو عن ذنوبي [٢]

روينا أن أبا العتاهية كان صديقا لسعيد بن وهب، فلما مات سعيد جاء رجل فسار أبا العتاهية بشيء. فقال له: ما قال لك؟ قال لي: مات سعيد بن وهب، رحم الله سعيد بن وهب:

يا أبا عثمان أبكيت عيني ... يا أبا عثمان أوجعت قلبي

قال: فعجب الناس من طبع أبي العتاهية حيث أراد أن يتكلم فجاء بالكلام شعرا.

١١٧٥- سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين، أبو محمد الباهلي

[٣] .

بصري الأصل، سمع عبد الله بن عون وطبقته. وقد كان سكن خراسان، وولاه السلطان بعض الأعمال بمرو. قدم بغداد وحدث بها [٤] ، روى عنه: ابن الأعرابي، وكان عالما بالحديث والعربية، / إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس.


[١] «وأحرقه» ساقطة من ت.
[٢] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ٩/ ٧٣- ٧٤.
[٣] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ٩/ ٧٤- ٧٥.
[٤] في ت: «وحدث عنه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>