للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن بلغ، وصار أجيرا لأهل قريته [١] عَلَى سرحهم بطعامه وكسوته، وَكَانَ فِي تلك الجبال من الخرّمية قوم [٢] وعليهم رئيسان يتكافحان، يقال لأحدهمَا جاوندان والآخر عمران، فمر جاوندان بقرية بابك، فتفرس فيه الجلادة، فاستأجره من أمه، وحمله إلى ناحيته ٢٤/ أفمالت إليه امرأته وعشقته، فأفشت إليه أسرار زوجها/، وأطلعته على دفائنه، فلم يلبث إلا قليلا حتى وقعت بين جاوندان وعمران حرب [٣] ، فأصابت جاوندان جراحة فمَات منها [٤] ، فزعمت امرأة جاوندان أنه قد استخلف بابك عَلَى أمره، فصدقوها، فجمع بابك أصحابه وأمرهم أن يقوموا بالليل، وأن يقتلوا من لقوا من [٥] رجل أو صبي، فأصبح الناس قتلى، لا يدرون من قتلهم [٦] ، ثم انضوى إليه الذّعار وقطاع الطريق وأرباب الزيغ، حَتَّى اجتمع إليه جمع كثير [٧] ، واحتوى على مدن وقرى، وقتل، ومثل، وحرق، وانهمك فِي الفساد، وَكَانَ يستبيح المحظورات، وَكَانَ من رؤساء الباطنية.

(وَكَانَ ظهور بابك فِي سنة إحدى ومَائتين، بناحية أذربيجان [٨] ، وهزم من جيوش السلطان وقواده خلقا كثيرا، وبقي عشرين سنة عَلَى ذلك [٩] ، فقتل مَائتي ألف وخمسة وخمسين ألف وخمسمَائة إنسان. وَكَانَ إذا علم عند أحد بنتا جميلة، أو أختا طلبها منه، فإن بعثها إليه وإلا بيته وأخذها، فاستنقذ من يده لمَا أخذه [١٠] المسلمون سبعة آلاف وستمائة إنسان) [١١] .


[١] في ت: «لأهل قرية» .
[٢] «قوم» ساقطة من ت.
[٣] في ت: «وقعة» .
[٤] «فمات منها» ساقطة من ت.
[٥] «من» ساقطة من ت.
[٦] «لا يدرون من قتلهم» ساقطة من ت.
[٧] في ت: «حتى جمع عشرين ألف فارس» .
[٨] «أذربيجان» ساقطة من ت.
[٩] «على ذلك» ساقطة من ت.
[١٠] في ت: «وكان جملة ما أخذه لما أخذه ... » .
[١١] هذه الفقرة جاءت في الأصل متقدمة عن هذا المكان، وقد ذكرنا هذا في موضعه.
انظر الخبر في تاريخ الطبري ٩/ ١١، ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>