للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهريزا [١] فجئته به. فَقَالَ الشيخ: قل لَهُ يأكل معنا [فَقَالَ: كل معنا] [٢] فأكلت معهم، فلما أكلت أخذ مَا فضل فِي طرف العباء ومضى، فخرج خالي معه فشيعه إِلَى باب حرب، فلمَا رجع قَالَ لي: [يَا بني] [٣] ، تدري من هَذَا؟ قلت: لا. قَالَ: هَذَا فتح الموصلي [٤] .

وفي رواية أخرى [٥] : أن بشرا قَالَ: تدرون لم حمل باقي الطعام؟ قالوا: لا. قَالَ:

إذا صح التوكل لم يضر الحمل.

[وقد ذكرنا فتحا الموصلي فِي سنة سبعين ومَائة، وذاك آخر] [٦] .

١٢٥٧- محمد بْن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أَبُو جعفر [٧] [رضوان الله عليهم] [٨] .

ولد سنة مَائة وخمس وتسعين، وقدم من المدينة إِلَى بغداد وافدا عَلَى المعتصم ومعه امرأته أم الفضل بنت المأمون، وَكَانَ المأمون قد زوجه إياها وأعطاه مالا عظيما، وذلك أن الرشيد كَانَ يجري عَلَى علي بْن موسى بن جعفر في كل سنة ثلاثمائة ألف درهم ولنزله عشرين ألف درهم فِي كل شهر، فَقَالَ المأمون لمحمد بْن علي بْن موسى لأزيدك عَلَى مرتبة أبيك وجدك. فأجرى لَهُ ذلك، ووصله بألف ألف درهم. وقدم بغداد فتوفي بِهَا يوم الثلاثاء لخمس ليال خلون من ذي الحجة في هذه السنة، وركب هارون بْن المعتصم وصلى عَلَيْهِ، ثم حمل ودُفِن فِي مقابر قريش عند جده موسى بْن جعفر [٩] ، وَهُوَ ابْن خمس وعشرين سنة، وثلاثة [١٠] أشهر، واثنى عشر [١١] يومَا، وحملت امرأته إِلَى قصر المعتصم فجعلت فِي جملة [١٢] الحرم.

وبلغنا عن بعض العلويين أنه قَالَ: كنت أهوى جارية بالمدينة، وتقصر يدي عن ثمنها، فشكوت ذلك إِلَى محمد بْن علي بْن موسى الرضا، فبعث فاشتراها سرا فلما


[١] تمر سهريز: نوع معروف
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] تاريخ بغداد ١٢/ ٣٨٢.
[٥] «أخرى» ساقطة من ت.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] «أبو جعفر» ساقطة من ت.
[٨] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ٣/ ٥٤- ٥٥.
[٩] «بن جعفر» ساقطة من ت.
[١٠] في ت: «وثمانية أشهر» .
[١١] في الأصل: «اثنين وعشرين» .
[١٢] في ت: «فجعلت مع الحرم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>