للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خروج الدم، فغطيت وجهي لذلك [١] حَتَّى لا تبين الصفرة، فَقَالَ المعتصم: لولا أن فعاله لا توجب العفو عنه [٢] لكان حقيقا بالاستبقاء لهذا الفضل، وأمر بإمضاء أمره فيه [٣] ، فقطعت أربعته، ثم ضربت عنقه، وجعل عَلَى [٤] بطنه [حطب] [٥] ، وصب عَلَيْهِ النفط، وضرب بالنار، وفعل [مثل] [٦] ذلك بأخيه، فمَا فيهمَا من صاح ولا تكلم [٧] .

[إيقاع توفيل بْن ميخائيل صاحب الروم بأهل زبطرة]

وفي هذه السنة: أوقع توفيل بْن ميخائيل صاحب الروم بأهل زبطرة، فأسرهم وخرب بلدهم، ومضى من فوره إِلَى ملطية، فأغار عَلَى أهلها وعلى حصون من حصون المسلمين، وسبي من المسلمَات أكثر من ألف امرأة ومثل بمن صار فِي يده من المسلمين، وسمل أعينهم، وقطع آذانهم وآنافهم.

وَكَانَ السبب فِي ذلك تضييق الأفشين عَلَى بابك، فلمَا أشرف عَلَى الهلاك، وأيقن بالعجز عن الحرب، كتب إِلَى توفيل ملك الروم يعلمه أن ملك العرب قد وجه عساكره إليه حَتَّى وجه خياطه- يعني جعفر بْن دينار- وطباخه- يعني إيتاخ- ولم يبق عَلَى بابه أحد، فإن أردت الخروج إليه فاعلم أنه ليس فِي وجهك أحد يمنعك، وإنمَا كتب هَذَا ليتجرد ملك الروم لذلك فينكشف عَنْهُ بعض مَا هُوَ فيه برجوع العسكر أو بعضهم، فخرج توفيل فِي مَائة ألف، ومعه من المحمرة الَّذِين كانوا بالجبال، فلحقوا بالروم، ففرض لهم ملك الروم وزوّدهم [٨] وصيرهم مقاتلة يستعين بهم، فدخل ملك الروم زبطرة وقتل الرجال وسبي الذراري والنساء، فبلغ النفير إِلَى سامراء، وخرج أهل ثغور الشام والجزيرة واستعظم المعتصم ذلك، فصاح فِي قصره النفير، ثُمّ ركب دابته/ ٣٦/ ب وعسكر بغربي دجلة يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمَادى الأولى، ووجه عُجَيْف بْن عنبسة فِي جمَاعة من القواد إِلَى زبطرة، إعانة لأهلها، فوجدوا ملك الروم قد انصرف إِلَى بلاده بعد ما فعل مَا فعل، فوقفوا قليلا، حَتَّى تراجع الناس إِلَى قراهم، واطمَأنوا [٩] .

وقال المعتصم:

شفيت ببابك غل النفوس ... وأثلجت بالزط حر الصدور


[١] في ت: «فخشيت» .
«فغطيت وجهي لذلك» ساقطة من ت.
[٢] «عنه» ساقطة من ت.
[٣] «فيه» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «وجعل الجميع على» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] «ولا تكلم» ساقطة من ت.
[٨] في الطبري: «وزوجهم» .
[٩] «حتى تراجع الناس إلى قراهم، واطمأنوا» ساقط من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>