للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحضر القضاة والشهود، وأشهدهم عَلَى نفسه أنه [قد] [١] وقف جميع أمواله فجعل ثلثها لمواليه [٢] وثلثها لولده [٣] ، وثلثها للمساكين، ثم قَالَ: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كَانَ الإسلام، وهي عين [٤] النصرانية، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية.

فخرج إِلَى بلاد الروم، وقيل: كَانَ ذلك فِي سنة اثنتين وعشرين. وقيل: سنة أربع وعشرين، وتجهز جهازا لم يتجهز مثله خليفة قبله من السلاح والعدد والآلة وحياض الأدم [والحمير] [٥] والبغال والروايا والقرب وآلة الحديد والنفط، وجعل عَلَى مقدمته أشناس، ويتلوه مُحَمَّد بْن إبراهيم، وعلى ميمنته إيتاخ، وعلى ميسرته جعفر بْن دينار، وعلى القلب عجيف، فدخل بلاد الروم، فأقام على سلوقية قريبا من البحر، وبعث الأفشين إِلَى سروج، فأمره بالدخول من درب الحدث [٦] ، سمى لَهُ يومَا [أمره أن] [٧] يكون دخوله فيه، وقدر [٨] لعسكره وعسكر أشناس اليوم الذي يدخل فيه الأفشين، ودبر النزول عَلَى أنقرة، فإذا فتحها الله تعالى صار إِلَى عمورية إذ لم يكن شيء ممَا يقصد له من بلاد/ الروم ٣٧/ أأعظم من هاتين [المدينتين] [٩] ولا أحرى أن تجعل غايته التي يؤمها [١٠] .

وأمر المعتصم أشناس أن يدخل من درب طرسوس، وأمره بانتظاره بالصفصاف، فكان شخوص أشناس يوم الأربعاء لثمَان بقيت من رجب، وقدم المعتصم وصيفا في أثر


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] في ت: «لولده» .
[٣] في ت: «لوليه» .
[٤] في الأصل: «وهي تحت» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] في ت: «درب الحديث» .
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] في ت: «وقرر» .
[٩] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٠] في الأصل: «تجعل غايته التي يأتها» . وفي ت: «يجعلها رايته التي يؤمها» وما أثبتناه من تاريخ الطبري ٩/ ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>