للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يقبل [١] ، فَقَالَ لَهُ المأمون: مَا اسمك؟ قَالَ: يحيى بْن يحيى النيسابوري قَالَ:

تعرفني؟ قَالَ: نعم، أَنْت المأمون ابْن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، قال: فكتب المأمون على ظهر جزوة [٢] : ناولت يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ [٣] قلمَا فِي مجلس مَالك فلم يقبله، فلمَا أفضت الخلافة إليه بعث [٤] إِلَى عامله [٥] بنَيْسابور يأمره [٦] أن يولي يحيى بْن يحيى القضاء، فبعث إليه يستدعيه، فقال بعض الناس له [٧] : تمتنع من الحضور، وليته أذن للرسول، فأنفذ إليه كتاب المأمون، فقرئ عَلَيْهِ، فامتنع من القضاء، فرد إليه ثانيا، وقال: إن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ يأمرك بشيء وأنت من رعيته، وتأبى عَلَيْهِ، فَقَالَ: قل لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ ناولتني قلمَا وأنا شاب فلم أقبله، أفتجبرني [الآن] [٨] عَلَى القضاء وأنا شيخ.

فرفع الخبر إِلَى المأمون، فَقَالَ: قد علمت امتناعه، ولكن ول القضاء رجلا يختاره [٩] ، فبعث إليه العامل فِي ذلك [١٠] ، فاختار رجلا [١١] فولي القضاء، ودخل عَلَى يحيى وعليه سواد فضم يَحْيَى فرشا كَانَ جالسا عَلَيْهِ كراهية أن يجمعه وإياه، فقال: أيها الشيخ، ألم تخترني [١٢] ؟ قال: إنما قلت اختاروه، ومَا قلت لك تقلد القضاء.

أَخْبَرَنَا [١٣] زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا سعيد بْن أبي بكر بْن أبي عثمَان يقول:

سمعت فاطمة بِنْت إبراهيم بْن عبد الله السعدية تقول: سمعت فاطمة امرأة يحيى بن ٥٣/ أيحيى تقول: قام يحيى [١٤] مرة لورده، فلمَا فرغ منه/ قعد يقرأ، إذ سمعت جلبة فَقَالَ لي: تعرفوا مَا هذه الجلبة؟ فنظرنا فإذا العسكر والمشاعل وهم يقولون: الأمير عبد الله بْن طاهر يزور أبا زكريا. فعرفناه الخبر، وَكَانَ ابْن طاهر يشتهي أن يراه، فمَا كَانَ بأسرع من أن استأذنوا عَلَيْهِ [١٥] ففتحنا [١٦] ، فدخل الأمير عبد الله بْن طاهر وحده، فلمَا قرب من أبي زكريا وسلم، قام إليه والمصحف فِي يده، ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة


[١] في ت: «فامتنع من قبوله» .
[٢] في ت: «حزة» .
[٣] «النيسابورىّ» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «فلما أفضت إليه الخلافة كتب» .
[٥] في ت: «إلى الوالي» .
[٦] في ت: «أمره» .
[٧] في ت: «بعض الناس أنه» .
[٨] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٩] في ت: «ولكن ول القضاء من يختاره» .
[١٠] «فبعث إليه العامل في ذلك» ساقطة من ت.
[١١] في ت: «فلما اختار شخصا» .
[١٢] في ت: «ألم تحبرني» .
[١٣] في ت: «أنبأنا» .
[١٤] في ت: «قام ليلة» .
[١٥] «عليه» ساقطة من ت.
[١٦] في ت: «ففتحا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>