للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكرني بالري نوح حمَامة ... فنحت وذو الشجو الحزين ينوح [١]

عَلَى أنها ناحت [٢] ولم تذر دمعة [٣] ... ونحت وأسراب [٤] الدموع سفوح [٥]

وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح

عسى جود عبد الله أن يعكس النوى ... فنلقي عصى التطواف وهي طريح

[قَالَ] : فَقَالَ: يَا غلام أنخ، لا والله لا أجزت معي [٦] حافرا ولا خفا [٧] حَتَّى ترجع إِلَى أفراخك، كم الأبيات؟ فقلت: ستة، فَقَالَ: يَا غلام أعطه ستين ألفا، ومركبا وكسوة. وودعته وانصرفت [٨] .

أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أحمد بْن علي قَالَ: حدثني الجوهري، حَدَّثَنَا محمد بْن العباس الخزاز، أَخْبَرَنَا أبو الحسين [٩] عبيد الله [١٠] بْن أحمد بْن [أبي] [١١] طاهر قَالَ: حدثني أبي: أن عبد اللَّه [١٢] بْن طاهر لمَا [١٣] خرج إِلَى المغرب كَانَ معه كاتبه أحمد بْن نهيك، فلمَا نزل دمشق أهديت إِلَى أحمد بْن نهيك [١٤] هدايا كثيرة فِي طريقه وبدمشق، فكان يثبت كل مَا [١٥] يهدي إليه في قرطاس، ويدفعه [١٦] إِلَى خازن لَهُ، فلمَا نزل عبد الله بْن طاهر/ دمشق أمر أحمد بْن نهيك أن يغدو عليه [١٧] بعمل كان يعمله، ٧٠/ ب فأمر خازنه أن يخرج إليه قرطاسا فيه العمل الّذي أمر بإخراجه ويضعه في المحراب بين يديه لئلا ينساه وقت ركوبه فِي السحر، فغلط الخازن، فأخرج إليه القرطاس الذي فيه ثبت مَا أهدي إليه، فوضعه فِي المحراب، فلمَا صلى أحمد بْن نهيك الفجر، أَخَذَ القرطاس من المحراب، ووضعه فِي خفه، فلمَا دخل عَلَى عبد الله بْن طاهر وسأله عمَا تقدم إليه من إخراجه العمل الذي أمره به، فأخرج الدرج من خفه، فدفعه إليه فقرأه


[١] في ت: «سنوح الشجوي» .
[٢] في ت: «إنها ناحيت» .
[٣] في ت: «دمعها» .
[٤] في الأصل: «أسرار» .
[٥] في ت: «تفوح» .
[٦] في ت: «لا أزور من كان» .
[٧] «حافرا ولا خفّا» ساقطة من ت.
[٨] تاريخ بغداد ٩/ ٤٨٦، ٤٨٧.
[٩] في الأصل: «أبو الحسن» .
[١٠] في ت: «عبد الله» .
[١١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٢] في الأصل: «بن عبد الله» .
[١٣] في الأصل: «قال: لما خرج» .
[١٤] فلمَا نزل دمشق أهديت إِلَى أحمد بْن نهيك ساقطة من ت.
[١٥] في ت: «كلما» .
[١٦] في ت: «يرفعه» .
[١٧] في تاريخ بغداد: «يعود إليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>