للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبُو حاتم أحمد بْن الحسين بْن محمد الرازي فِي كتابه إلينا بخطه، حَدَّثَنَا محمد بْن عبد الواحد بْن محمد المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بْن أحمد بْن علي أبو الحسن الحافظ، حدثنا الحسين بن عبد الله بْن يحيى البرمكي، أَخْبَرَنَا زرقان بْن أبي داود قَالَ: لمَا احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:

الموت فيه جميع الخلق مشترك ... لا سوقة منهم يبقى ولا ملك

مَا ضر أهل قليل فِي تفاقرهم ... وليس يغني عن الأملاك مَا ملكوا

ثم أمر بالبسط فطويت، وألصق خده بالأرض، وجعل يقول: يَا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه [١] .

أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] ، أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ:

أَخْبَرَنَا أبي، حَدَّثَنِي الحسين بْن الحسن [٢] / بْن محمد الواثقي قَالَ: حدثني أبي [٣] / ٨١/ أأحمد بْن محمد أمير البصرة قَالَ: حدثني أبي قَالَ: كنت أحد من مرض الواثق فِي علته التي مَات فيها، فكنت قائمَا بين يدي الواثق أنا وجمَاعة من الأولياء والموالي والخدم، إذ لحقته غشية، فمَا شككنا أنه قَدْ مَات، فَقَالَ بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فمَا جسر أحد منا [٤] يتقدم، فتقدمت أنا، فَلَمَّا صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي عَلَى أنفه أعتبر نفسه، لحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أموت فرقا [٥] من أن يراني قد مشيت فِي مجلسه إِلَى غير رتبتي، فتراجعت إِلَى خلف، وتعلقت [٦] قبيعة سيفي بعتبة المجلس، وعثرت به، فاتكأت عَلَيْهِ فاندق سيفي وكاد يدخل فِي لحمي ويجرحني، فسلمت ثم خرجت، فاستدعيت سيفا ومنطقة أخرى فلبستهمَا، وجئت حَتَّى وقفت فِي مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك جمَاعتنا فيه [أنه مَات] [٧] فتقدمت فشددت


[١] تاريخ بغداد ١٤/ ١٩. والكامل ٦/ ٩١.
[٢] في الأصل: «بن الحسين» .
[٣] في الأصل: «حدثني أبي قال حدثني أحمد» و «قال حدثني أبي» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «منهم» .
[٥] في تاريخ بغداد: «فرعا» .
[٦] في ت: «فتعلق» .
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>