للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْن أبي حصين قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بْن غنام قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد بْن جعفر الْحُلْوَانِيّ قَالَ: حدثني أبو عبد الله الخواص- وَكَانَ من [علية] أصحاب حاتم- قَالَ:

لمَا دخل حاتم بغداد اجتمع إليه أهلها فقالوا لَهُ: أنت رجل أعجمي، ليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى؟

قَالَ حاتم: معي ثلاث خصال، أظهر بِهَا عَلَى خصمي، قالوا [١] : مَا هي [٢] ؟

قَالَ: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لأتجاهل عَلَيْهِ، فبلغ ذلك أحمد بْن حنبل فَقَالَ: سبحان الله مَا كَانَ أعقله من رجل [٣] .

أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن ثَابِت قَالَ: أخبرنا عبد العزيز بن علي [الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا علي] [٤] بن عبد الله الهمذاني قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن عبيد الله بْن حفص، عن علي بْن الموفق قَالَ: سمعت حاتمَا الأصم يقول: لقينا الترك، وَكَانَ بيننا جولة، فرمَاني تركي بوهق فقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد عَلَى صدري، وأخذ بلحيتي هَذِهِ الوافرة، وأخرج من خفه سكينا ليذبحني [به] [٥] ، فو حقّ سيدي ما كان قلبي/ عنده ١٠٩/ أولا عند سكينه، إنمَا كَانَ قلبي عند سيدي، أنظر مَاذا ينزل به القضاء [منه] [٦] ! فقلت:

يَا سيدي، إن قضيت عَلَى أن يذبحني هَذَا فعلى الرأس والعين، إنمَا أنا لك وملكك [٧] ، فبينا أنا أخاطب سيدي وَهُوَ قاعد عَلَى صدري آخذ بلحيتي ليذبحني، إذ رمَاه بعض المسلمين [بسهم] فمَا أخطأ حلقه، فسقط عني، فقمت أنا إليه فأخذت السكين من يده فذبحته! فمَا هُوَ إلا أن تكون قلوبكم عند السيد حَتَّى تروا من عجائب لطفه مَا لم تروا من الآباء والأمهات [٨] .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ قَالَ:] أَخْبَرَنَا أحمد بْن ثابت [الخطيب قَالَ:] [٩] أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الأصبهاني قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بْن محمد الخلدي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قال: حَدَّثَنَا سعدون الرازي قَالَ: كنت مَعَ حاتم وَكَانَ يتكلم، فقل كلامه فَقِيل لَهُ فِي ذلك [١٠] ، فقال: قد كنت تتكلم فينتفع


[١] في ت: «قيل» .
[٢] في ت: «أي شيء هي» .
[٣] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ٨/ ٢٤٢.
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] في ت: «مملوك» .
[٨] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ٨/ ٢٤٤- ٢٤٥.
[٩] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٠] «في ذلك» ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>