للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ذكر خلافة المعتز باللَّه [١]

واسمه: مُحَمَّد بن المتوكل، وقيل اسمه: الزبير ويكنى: أبا عَبْد اللَّهِ، وكان طويلا، أبيض، أسود الشعر [٢] كثيفه، حسن الوجه والعينين والجسم، ضيق الجبهة، أحمر الوجنتين، ولد بسامراء وبقي منذ بويع أربع سنين وبعض أخرى [٣] ، ولما بويع المعتز أمر للناس برزق عشرة أشهر فلم يتم المال، فأعطوا رزق شهرين، وكان المستعين خلف بسامراء مالا قدم عليه به [٤] نحوا من خمس مائة ألف، وكان في بيت مال المستعين ألف ألف دينار، وفي بيت مال العباس بن المستعين ستمائة ألف، وأحضر للبيعة أبو أَحْمَد بن الرشيد محمولا في محفة وبه نقرس، فأمر بالبيعة، فامتنع وَقَالَ للمعتز: خرجت [٥] إلينا خروج طائع فخلعتها وزعمت أنك لا تقوم بها. فقال المعتز: أكرهت على ذلك، وخفت السيف. فقال أبو أَحْمَد: ما علمنا أنك أكرهت، وقد بايعنا هذا الرجل، أفتريد أن نطلق نساءنا، ونخرج من أموالنا، ولا ندري ما يكون إن تركتني [٦] على أمري حتى يجتمع الناس، وإلا فهذا السيف، فقال المعتز: اتركوه.

فرد إلى منزله وبايع جماعة، ثم صار إلى بغداد، وولى المعتز العمال.

وبلغ الخبر المستعين، فأمر مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر بتحصين بغداد، فأدير عليها السور من دجلة إلى باب الشماسية، ثم سوق الثلاثاء، ورتب على كل باب قائد،


[١] «باللَّه» ساقطة من ت.
[٢] في ت: «ذا شعر أسود» .
[٣] «وبقي منذ بويع أربع سنين وبعض أخرى» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «به عليه» .
[٥] في ت: «خرجت إلينا طائعا» .
[٦] في ت: «تركني» .

<<  <  ج: ص:  >  >>