للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر بحفر الخنادق، فبلغت النفقة ثلاثمائة ألف دينار وثلاثين ألف دينار، ونصبت المجانيق والعرادات، وفرض لقوم من العيارين [١] فروضا، وجعل [٢] عليهم عريفا، وعمل لهم تراسا من البواري المقيرة ومخالي يملؤها حجارة [٣] ، وأنفق على [تلك] البواري مائة [ألف] [٤] دينار، وأمر بقطع الميرة عن سامراء، وكتب إلى العمال أن يحملوا الأموال إلى بغداد، ثم أمر المستعين أن يكتب إلى [٥] الأتراك، والجند الذين بسامراء يأمرهم بنقض بيعة المعتز، ومراجعة الوفاء له ببيعتهم، ثم جرت بين المعتز وبين ابن طاهر مراسلات، يدعوه المعتز إلى خلع المستعين ومبايعته، وكتب المعتز والمستعين [٦] إلى موسى بن بغا وهو مقيم بأطراف الشام كل يدعوه إلى نفسه، فانصرف إلى المعتز وكان معه وقدم عَبْد اللَّهِ بن بغا الصغير إلى بغداد على أبيه وكان [٧] قد تخلف بسامراء حين خرج أبوه منها مع المستعين، فصار إلى المستعين واعتذر إليه وَقَالَ لأبيه: إنما قدمت إليك لأموت تحت ركابك، فأقام ببغداد أياما.

ثم إنه [٨] استأذن ليخرج إلى قرية بقرب بغداد على طريق الأنبار، فأذن له، فأقام فيها إلى الليل، ثم هرب من تحت الليل، فمضى في الجانب الغربي إلى سامراء مجانبا لأبيه، واعتذر إلى المعتز من مصيره إلى بغداد فأخبر المعتز [أنه] [٩] إنما صار إليها ليعرف أخبارهم فيخبره بها، فقبل ذلك منه ورده إلى خدمته [١٠] .

وورد الحسن بن الأفشين [١١] إلى بغداد فخلع عليه المستعين وضم إليه جماعة


[١] في ت: «وفرض للعيارين» .
[٢] في ت: «وصير» .
[٣] في ت: «من البواري المعيرة ومخال تملى للحجارة» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] «إلى» ساقطة من الأصل.
[٦] في ت: «وكتب المستعين والمعتز» .
[٧] في ت: «وقدم عبد الله بن بغا الصغير بغداد وكان» .
[٨] «أنه» ساقطة من ت.
[٩] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٠] تاريخ الطبري ٩/ ٢٨٦- ٢٩٠.
[١١] في ت: «إفشين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>