للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتوكل أبي إلى سرمن رأى حتى حدثه، وسمع منه، وقرأ عليه حديثا كثيرا، ثم أمر فنصب لَهُ منبر، وكان يحدث عليه، وحدث في المسجد الجامع بسامراء، وفي رحبة زيرك وأقطعه [١] أقطاعا في كل سنة مبلغه اثنا عشر ألفا، ورسم له صلة خمسة آلاف درهم في السنة، فكان يأخذها، وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد، فخاف أبي أن تكبس الأتراك [٢] الأنبار، فانحدر إلى بغداد عجلا ولم يحمل معه شيئا من كتبه، وطالبه مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر أن يحدث فحدث ببغداد من حفظه بخمسين [٣] ألف حديث لم يخطئ في شيء منها، وخرج من عنده [٤] أصحاب الحديث يوما وهم يقولون: قد حدث بالحديث الفلاني عن سفيان بن عيينة فأخطأ فيه، فبلغه فقال:

ردوهم. فلما رجعوا قَالَ: حدثني سفيان بن عيينة بهذا الحديث كما حدثتكم به، وحدثني به مرة أخرى بكيت وكيت، فذكر الوجه الذي ذكروه، ثم قَالَ: وأنا بما حدثتكم به أثبت من يدي على زندي [٥] .

توفي في ذي الحجة [من هذه السنة بالأنبار] [٦] .

١٥٤٤- الحسن بْن أَحْمَد بْن أبي شعيب [٧] .

واسم أبي شعيب [٨] : عَبْد اللَّهِ بن مسلم الأموي، مولى [عمر] [٩] بن عبد العزيز ويكنى الحسن: أبا مُسْلِم، وهو من أهل حران، سكن بغداد، وحدث بها فروى عنه ابن أبي الدنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد، والمحاملي، وكان ثقة مأمونا.

وتوفي بسامراء في هذه السنة.


[١] في ت: «وقطعه» .
[٢] في ت: «فخاف من الأتراك أن يكسبوا» .
ووقع في تاريخ بغداد المطبوع: «فخاف أبي الأتراك أن يكسبوا الأنبار» .
[٣] في ت: «بالخمسين» .
[٤] في ت: «وخرج يوما من عنده» .
[٥] تاريخ بغداد ٦/ ٣٦٨.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] تاريخ بغداد ٧/ ٢٦٦، ٢٦٧.
[٨] «واسم أبي شعيب» ساقطة من ت.
[٩] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>