للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجلسه معه في دسته، ثم أقبل يسأله عن زوجته وولده، والشيخ يجيبه جواب دهش، ثم قال له: أحسبك [١] قد نسيتني وأنكرت معرفتي. قَالَ: كيف أنكر الأمير مع جلالة قدره.

فقال: دع ذا، أتعرفني جيدا؟ قَالَ: لا. قَالَ: أنا وصيف مملوكك. ثم التفت إلينا فقال:

يا مشايخ [٢] ، أنا رجل من الديلم، شببت وقت كذا وكذا، وحملت إلى قزوين وسني نحو العشر سنين، واشتراني هذا الشيخ وأسلمني مع ابنه في المكتب، وأحسن تربيتي، فإذا وقع في يدي شيء تركته عند فلان البقال [٣] في المحلة [يعرف بفلان] [٤] أهو باق؟

قالوا: نعم [قَالَ:] فأحببت بعد [٥] بلوغي العمل [بحمل] [٦] السلاح، فرآني بعض الجند فقال: هل لك أن تجيء معي إلى خراسان فأركبك الدواب وأعطيك السلاح؟

فقلت: أفعل على أن لا أكون لك مملوكا، بل غلاما تابعا، فإن رأيت منك ما أؤثر لم أفارقك، وإن لم يكن [٧] ذلك فلا سلطان لك علي فقال: ذلك لك [٨] . فجئت إلى البقال فحاسبته، وأخذت ما بقي لي عنده، وابتعت ما أحتاج إليه [٩] وهربت من مولاي هذا مع الجندي إلى خراسان، وتدرجت بي الأمور حتى بلغت إلى هذه المنزلة، وأنا تحت رق مولاي هذا، وأسألكم أن تسألوه أن يبيعني نفسي، فقال الرجل: الأمير حر لوجه الله، وأنا عبده ومتحمل بولائه ومفتخر به. فقال وصيف: يا غلام، هات ثلاث بدر. فأحضرت فسلمها إلى الشيخ، ثم استدعى له من الطيب والثياب والدواب [١٠] مثل


[١] في ت: «أحسبه» .
[٢] في ت: «أي مشايخ» .
[٣] في ت: «عند بقال في المحلة» .
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٥] في ت: «فأحببت مع بلوغي» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
وفي الأصل: «بلوغي العمل بالسلاح» .
وفي ت: «بلوغي بحمل السلاح» .
[٧] في ت: «فإن لم أر» .
[٨] في ت: «فقال: لك ذلك» .
[٩] في ت: «ما احتجت إليه» .
[١٠] «الطيب» . و «الدواب» ساقطة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>