للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرة، وكان الأتراك قد تحدثوا بخلع المهتدي [فبلغه] [١] ، فخرج إليهم متقلدا سيفا وَقَالَ: قد بلغني ما أنتم عليه من أمر، والله ما خرجت إليكم إلا وأنا متخبط وقد أوصيت لإخوتي [٢] بولدي، وهذا سيفي، والله لأضربن به [٣] ما استمسك قائمه في يدي، ما هذا الإقدام على الخلفاء والجرأة على الله عز وجل، سواء عندكم من أراد صلاحكم ومن إذا سمع عنكم بشيء دعا بأرطال من الشراب فشربها، ثم تقولون إني أعلم علم صالح وما أعلم علمه [٤] . قالوا: فأحلف لنا على ذلك. قَالَ: نعم. فورد [٥] مال فارس والأهواز ومبلغه تسعة عشر ألف [ألف] [٦] درهم وخمس مائة ألف درهم، فانتشر في العامة [أن القوم قد عرفوا] [٧] أن يخلعوا المهتدي ويقتلونه، فبعث المهتدي [٨] إلى العسكر ووعدهم الجميل، وكان المهتدي قد كسر جميع ما في القصر من الملاهي وآلات اللعب.

وفي هذه السنة: وافى جعلان لحرب صاحب الزنج، فزحف بعسكره، فبقي بينه وبين صاحب الزنج فرسخ فخندق [٩] على نفسه، فأقام ستة أشهر، ولم يجد إلى لقائه سبيلا لضيق الموضع بما فيه من النخل والدغل عن محال الخيل، فكانوا إذا التقوا لم يكن بينهم إلا الرمي [١٠] بالنشاب والحجارة، فجاء الزنج فبيتوا عسكر جعلان فقتلوا جماعة، فترك جعلان عسكره، وانضم إلى البصرة، فظهر للسلطان عجزه، فصرف [١١] ، وأمر سعيد الحاجب بالشخوص لحرب الزنج.


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] في ت: «إلى إخوتي» .
[٣] «به» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «عليه» .
[٥] في ت: «وورد» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] «ويقتلونه، فبعث المهتدي» ساقطة من ت.
[٩] في ت: «فحقدق» .
[١٠] في ت: «رمي» .
[١١] في الأصل: «وانصرف» .

<<  <  ج: ص:  >  >>