للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٦٥- مُحَمَّد السمين [١] .

كان أستاذ الجنيد وله منازلات [٢] في التوكل والشوق.

أَخْبَرَنَا عمر بن ظفر، أخبرنا جعفر بن أحمد، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، أَخْبَرَنَا علي بن عبد الله بن جهضم، حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: قَالَ الجنيد: قَالَ لي مُحَمَّد بْن [٣] السمين: كنت في وقت من الأوقات أعمل على الشوق، وكنت أجد من ذلك شيئا أنا به مستقبل، فخرجت إلى الغزو وهذه الحالة حالتي [٤] ، وغزا الناس وغزوت معهم، وكثر العدو على المسلمين، وتقاربوا والتقوا، ولزم المسلمين من ذلك خوف لكثرة الروم.

قَالَ مُحَمَّد: فرأيت نفسي في ذلك الموطن وقد لحقها روع فاشتد ذلك علي، فجعلت أوبخ نفسي وألومها وأؤنبها وأقول لها: يا كذابة، قد عين الشوق فلما جاء الموطن الذي يؤمل في مثله [٥] الخروج اضطربت وتغيرت. فأنا أوبخها إذ وقع علي أن أنزل إلى النهر فأغتسل، فخلعت ثيابي واتزرت، ودخلت [٦] النهر واغتسلت، وخرجت وقد اشتدت لي عزيمة لا أدري ما هي، فخرجت بقوة تلك العزيمة، ولبست ثيابي، وأخذت سلاحي، ودنوت من الصفوف، وحملت بقوة تلك العزيمة حملة، وأنا لا أدري كيف أنا، فمزقت صفوف المسلمين، وصفوف الروم حتى صرت من ورائهم، ثم كبرت تكبيرة، فسمع الروم تكبيرا وظنوا أن كمينا قد خرج عليهم من ورائهم، فولوا، وحمل عليهم المسلمون فقتل من الروم بسبب تكبيرتي تلك نحو أربعة آلاف، وجعل الله عز وجل ذلك سبب النصر والفتح.

١٦٦٦- مُحَمَّد بن حماد، أبو عبد الله الطهراني [٧] .


[١] تاريخ بغداد ٥/ ٣٤٨.
[٢] في الأصل: «مناولات» .
[٣] «محمد بن» ساقطة من ك.
[٤] في ك: «بهذه الحال» .
[٥] في ك: «يؤمل فيه» .
[٦] في الأصل: «ونزلت» .
[٧] تاريخ بغداد ٢/ ٢٧١، ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>