للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقيه، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي حاتم قَالَ: سمعت أبي يقول: خرجت في طلب الحديث فأحصيت أني مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، فلما زاد على الأمر تركت [١] ، وبقيت بالبصرة فِي سنة أربع [عشرة] [٢] ومائتين ثمانية أشهر، فانقطعت نفقتي، فعجلت أبيع ثيابي، حتى بقيت بلا نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة، وأسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي، ورجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد، وغدا على رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني، وانصرفت جائعا، فلما كان من الغد، غدا علي رفيقي [٣] وَقَالَ: سر بنا إلى المشايخ/. فقلت: أنا ضعيف لا يمكنني. فقال: ما ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري قد مضى [علي] [٤] يومان ما طعمت. فقال: معي دينار، فأنا أواسيك بنصفه، ونجعل النصف الآخر في الكراء.

فخرجنا من البصرة، وقبضت منه نصف الدينار قَالَ: [٥] وقلت على باب أبي الوليد الطيالسي [٦] من أغرب على حديثا غريبا مسندا صحيحا [لم أسمع به] [٧] فله على درهم يتصدق به، وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الناس [٨] [منهم] أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى علي ما لم أسمع ليقولوا: هو عند فلان فأذهب فأسمع.

فكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لأحد أن يغرب على حديثا [٩] .

توفي أبو حاتم في شعبان هذه السنة.

١٨٤٨- مُحَمَّد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله السمري الكاتب [١٠] .


[١] في الأصل: «فلما زاد على الألف تركت» .
[٢] في الأصل: «بالبصرة سنة أربع ومائتين» .
[٣] «رفيقي» ساقطة من ك.
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] «قال» ساقطة من ك.
[٦] في ك: «على باب أبي داود الطيالسي» .
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] في ك: «الحلق» . ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٩] تاريخ بغداد ٢/ ٧٤، ٧٥.
[١٠] تاريخ بغداد ٢/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>