للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٥٧- مُحَمَّد بن جعفر المتوكل على الله، يكنى: أبا أَحْمَد [١] .

ولد في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا منه، سنة سبع وعشرين [٢] ومائتين [وأمه أم ولد] [٣] ولقب الموفق باللَّه، وكان أخوه المعتمد قد عقد له ولاية العهد بعد ابنه جعفر، فمات الموفق قبل موت المعتمد بسنة وأشهر وقيل: اسمه طلحة، وقد ذكرنا وقائعه وحروبه فيما مضى، وما فعل بصاحب الزنج بالبصرة، وكان له الجيش تحت يده والأمر كله إليه [٤] وما جرى له مع عمرو بن الليث، ومع ابن طولون، وتسمى بعد قتل صاحب الزنج: بالناصر لدين الله، مضافا إلى الموفق باللَّه فكان يخطب له على المنابر بلقبين: «اللَّهمّ أصلح الأمير الناصر لدين الله أبا أَحْمَد الموفق باللَّه، ولي عهد المسلمين أخا أمير المؤمنين» . وكان غزير العقل [٥] ، حسن التدبير كريما. قَالَ يوما: إن جدي عَبْد اللَّهِ بن العباس [رضي الله عنهما كان] [٦] يقول: إن الذباب ليقع على جليسي فيغمني ذلك. وهذا نهاية الكرم، أنا والله أرى جلسائي بالعين التي أرى إخوتي [٧] والله لو تهيأ لي نقلت أسماءهم من الجلساء والندماء إلى الإخوان والأصدقاء. / وفي هذه السنة: قدم أبو أَحْمَد من الجبل إلى العراق، وقد اشتد به وجع النقرس، حتى لم يقدر على الركوب، فاتخذ له سرير عليه قبة، فكان يقعد عليه، ومعه خادم يبرد رجله بالأشياء الباردة، حتى بلغ من أمره أنه كان يضع عليها الثلج، ثم صارت علة رجله «داء الفيل» وكان يحمل سريره أربعون حمالا، يتناوب عليه عشرون عشرون، وربما اشتد به أحيانا فيأمرهم أن يضعوه، فقال لهم يوما: قد ضجرتم، وبودي أني واحد منكم أحمل على رأسي، وآكل، وأني في عافية، قد أطبق دفتري على مائة ألف مرتزق أسوأ ما فيهم أقبح [٨] حالا مني.


[١] تاريخ بغداد ٢/ ١٢٧، ١٢٨.
[٢] في الأصل: «سنة سبع وعشرين» .
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] قد حدث تداخل في العبارات في النسخة ك. وأصلحناه على ما في الأصل.
[٥] في ك: «غزير العلم» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ك، ت وأضفناه من تاريخ بغداد.
[٧] في الأصل: «بالعين الّذي بها إخواني» .
[٨] في الأصل: «أسوأ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>