للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوم/ كأني خارج من بغداد أريد ناحية النهروان، إذ مررت برجل واقف على تل يصلي لا يلتفت إلى، فعجبت منه، ومن قلة اكتراثه بعسكري، مع تشوف الناس إلى العسكر، فاقبلت إليه حتى وقفت بين يديه، فلما فرغ من صلاته قَالَ لي: أقبل! فأقبلت إليه.

فقال: أتعرفني؟ قلت: لا. قَالَ: أنا علي بن أبي طالب، خذ هذه المسحاة فاضرب بها في الأرض، فأخذتها فضربت بِهَا [١] ضربات، فقال: إنه سيلي [من] [٢] ولدك هذا الأمر بقدر ما ضربت، فأوصهم بولدي خيرا. قَالَ بدر: فقلت: بلى يا أمير المؤمنين قد ذكرت! قَالَ: فأطلق الرجل، وأطلق المال، وتقدم إليه أن يكتب إلى صاحبه بطبرستان [أن] [٣] يوجه إليه ما يوجهه ظاهرا، ويفرقه ظاهرا، وتقدم بمعونة هذا على ما يريد من ذلك.

وفيها: قدم إبراهيم بن أَحْمَد الماذرائي لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ من دمشق، على طريق البر، فوافى بغداد في أحد عشر يوما فأخبر المعتضد أن خمارويه ذبحه بعض خدمه على فراشه، وكان قد بعث [مع] [٤] ابن الجصاص إلى خمارويه هدايا، فأرسل إليه فرده من الطريق، وولي بعد خمارويه ابنه جيشا فقتلوه، وانتهبوا داره، وأجلسوا أخاه هارون بن خمارويه، فتقرر أنه يحمل إلى خزانة المعتضد في كل سنة ألف ألف دينار، وخمسمائة ألف دينار، فلما ولي المكتفي عزله، وولى مكانه [٥] مُحَمَّد بن سليمان الواثقي، فأخذ أموال آل طولون، وكان هذا آخر أمرهم.

وحج بالناس في/ هذه السنة المتقدم ذكره.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

١٨٧٧- أَحْمَد بن داود بن موسى، أبو عَبْد الله السدوسي، بصري [٦] ، ويعرف بالمكي [٧] .


[١] «بها» ساقطة من ك.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] «مكانه» ساقطة من ك.
[٦] «بصرى» ساقطة من ك.
[٧] في ك: «ويعرف بالمالكي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>