للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كل زاوية ربعا، ثم ارفعوا أيديكم إِلَى السماء فنادوا: إنا نستفتحك باللَّه بدم يحيى [ابن زكريا [١] ، فإنها سوف تتساقط.

ففعلوا فتساقطت المدينة ودخلوا من جوانبها، فقالت: أقتل عَلَى هَذَا الدم حَتَّى يسكن، فقتل سبعين ألفا، فلما سكن الدم، قالت: كف يدك، فإنه إذا قتل نبي لم يرض اللَّه حَتَّى يقتل من قتله، ومن رضي قتله.

فأتاه صاحب الصحيفة بصحيفة فكف عنه وعن أهل بيته، وخرب بيت المقدس، وأمر أن يطرح فِيهِ الجيف، وَقَالَ: من طرح فيه جيفة فله جزيته تلك السنة، وأعانه عَلَى إخرابه [٢] الروم من أجل بني إسرائيل إذ قتلوا يحيى.

فلما خربه بخت نصر ذهب معه بوجوه بني إسرائيل، منهم: دانيال، فلما قدم أرض بابل وجد صيحائين قد مات، فملك مكانه، فَقَالَ له المجوس: إن الذين قدمت بهم دانيال وأصحابه لا يعَبْدون إلهك، ولا يأكلون من ذبيحتك، [فدعاهم، فسألهم، فقالوا: أجل [إن] [٣] لنا ربا نعَبْده ولا نأكل من ذبحتكم] فأمر بخد فخد لهم، فألقوا فيه وهم ستة وألقي معهم سبع ضار ليأكلهم، فلما راحوا إليهم وجدوهم جلوسا، والسبع مفترش ذراعيه، ووجدوا معهم رجلا فعدوهم فوجدوهم سبعة، فقالوا: إنما كانوا ستة، فخرج السابع وكان ملكا فلطم نصر لطمة، فصار فِي الوحش فكان فيهم سبع سنين [٤] .

قال أبو جعفر ابن جرير الطبري: وقول من قَالَ إن بخت نصر هو الذي غزا بني إسرائيل عِنْدَ قتلهم يحيى غلط عند أهل العلم بأمور الماضين، لأنهم أجمعوا عَلَى أن بخت نصر إنما غزا بني إسرائيل عند قتلهم نبيهم شعيا فِي عهد إرمياء، وبين أرمياء وتخريب بخت نصّر بيت المقدس إلى مولد يحيى أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة،


[١] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٢] في الطبري ١/ ٥٨٩: «على خرابه» .
[٣] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت، وأثبتناه من الطبري.
[٤] في الأصل، ت: «فصار مع الوحش سبع سنين» والتصحيح من الطبري ١/ ٥٨٩.
وهذا الخبر أخرجه الطبري، في التاريخ ١/ ٥٨٦- ٥٨٩. وفي التفسير ١٥/ ٢٥- ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>