للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودخل على أَحْمَد بْن حنبل، وذاكره وَكَانَ مجلسه مهيبا، وقيل: إنه كَانَ مجاب الدعوة، وَكَانَ لا يملك من الدنيا إلا الدار التي يسكنها، وحانوتا يستغل منه كل شهر [١] سبعة عشر درهما يتقوت بها، ولا يقبل من أحد شيئا. وَكَانَ يشتري له الجزر، فيطبخ بالخل فيتأدم به طول الشتاء. وَكَانَ يقول: خالف الناس الأسود بْن يزيد في زوج بريرة، فقال: انه كان حرا وَقَالَ الناس: إنه كَانَ عبدا. وَقَالَ: كل من روى عنه رجلان من أهل العلم ارتفعت عنه الجهالة، وكل من لا يروى عنه إلا رجل واحد فهو مجهول. وَقَالَ أَبُو على الحسين بْن عَلي الحافظ: لم تر عيناي مثل إبراهيم بْن مُحَمَّد.

وتوفي في رجب هذه السنة.

٢٠١٦- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الحسين النوري [٢] :

وقد قيل إنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد والأول أصح. وَكَانَ يعرف بابن الْبَغَوِيّ، [وَكَانَ] [٣] أصله من خراسان من ناحية بغ. حدث عن سري السقطي.

أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن على بن ثابت، حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عَلِيّ، قَالَ: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد الله بن جهضم، يقول: حدثني عبد الكريم بْن أَحْمَد البيع قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد المغازلي: ما رأيت أحدا قط أعبد من النوري، فقيل: ولا جنيد؟ قَالَ: ولا جنيد.

قَالَ عبد الكريم: ثم حدثني أَبُو جعفر الفرغاني، قَالَ: مكث أَبُو الحسين النوري عشرين سنة يأخذ من بيته رغيفين ويخرج ليمضي إلى السوق فيتصدق بالرغيفين ويدخل المسجد فلا يزال يركع حتى يجيء وقت سوقه فإذا جاء الوقت مضى إلى السوق فيظن أستاذه أنه قد تغدى في منزله ومن في بيته عندهم انه قد أخذ معه غداءه وهو صائم.


[١] في ت: «وحانوتا يستغل منه» .
[٢] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ٥/ ١٣٠- ١٣٦، طبقات الصوفية ١٦٤- ١٦٩، وحلية الأولياء ١٠/ ٢٤٩- ٢٥٥، وصفة الصفوة ٢/ ٢٤٩، والرسالة القشيرية ١٦، ونتائج الأفكار القدسية ١/ ١٤٨، والطبقات الكبرى للشعراني ١/ ١٠٢، والبداية والنهاية ١١/ ١٠٦، وسير أعلام النبلاء ٩/ ٢/ ١٥٦- ١٥٨، واللباب ٣/ ٢٤٣، والكواكب الدرية ١/ ١٩٤- ١٩٦، وطبقات الأولياء ١٥) .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>