للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر حسن الطريقة ثقة عفيفا مهيبا عالما بصناعة القضاء، لا يراقب فيه [١] أحدا.

أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد [القزاز] [٢] ، أخبرنا أحمد بْن علي بْن ثابت [٣] ، أَخْبَرَنَا التنوخي، قال: أخبرني أبي، قَالَ: حدثني أبي، قَالَ: سمعت القاضي أبا عمر مُحَمَّد بْن يُوسُف، يقول: قدم خادم من وجوه خدم المعتضد باللَّه إلى أبي في حكم فجاء [٤] ، فارتفع في المجلس فأمره الحاجب بموازاة خصمه، فلم يفعل إدلالا بعظم محله [٥] من الدولة، فصاح أبي عليه، وَقَالَ: قفاه! أيؤمر بموازاة خصمه فيمتنع يا غلام [٦] ! عمرو بْن أبي عمرو النخاس الساعة لأتقدم إليه ببيع هذا العبد، وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين، ثم قَالَ لحاجبه: خذ بيده وسو بينه وبين خصمه [فأخذ كرها وأجلس مع خصمه] [٧] ، فلما انقضى الحكم انصرف الخادم، فحدث المعتضد بالحديث وبكى بين يديه، فصاح عليه المعتضد، وَقَالَ: لو باعك لأجزت بيعه وما رددتك [٨] إلى ملكي أبدا، وليس خصوصك بي يزيل مرتبة الحكم، فإنه عمود السلطان وقوام الأديان توفي يُوسُف في رمضان هذه السنة، [وقد صرف عن القضاء] [٩] .


[١] في ل: «لا يرقب فيه أحد» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٣] «ابن ثابت» : ساقط من ص، ل.
[٤] «فجاء» : ساقطة من ص، ل.
[٥] في ت، ك: «إدلالا بعظيم محله» .
[٦] في ت، ك: «أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع محله» .
[٧] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[٨] في ت: «وما رددتك» .
[٩] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>