للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما ولي الوزارة عَلي بْن عيسى شاوره المقتدر في أمر القرامطة، فأشار بمكاتبة أبي سعيد الحسن بْن بهرام الجنابي المتغلب على هجر، فتقدم إليه بمكاتبته، فكتب كتابا طويلا يتضمن الحث على طاعة الخلفاء، ويعاتبه على تركه الطاعة، ويوبخه على ما يحكي [١] عن أصحابه من إعلان الكفر وإنكارهم على من يسبح الله عز وجل ويقدسه، واطراحهم الصلوات والزكوات، واستهزائهم بأهل الدين [واسترقاقهم الأحرار] [٢] ، ثم تواعده فيه بالحرب إن لم يطع فوصل الكتاب إلَيْهِ، وقد قتل أَبُو سعيد، وثب عليه خادم له صقلابي فقتله، ثم دعا رجلا من رؤساء أصحابه فَقَالَ له: السيد يدعوك، [فلما دخل] [٣] قتله، ثم دعا آخر فقتله إلى أن دعا الخامس فرأى القتلى فصاح، واطلع النساء فصحن فقبضن عليه [٤] قبل أن يقتل الخامس، وقد كَانَ أَبُو سعيد عهد إلى ابنه سعيد فلم يضطلع بالأمر فغلبه عليه أخوه الأصغر أَبُو طاهر سليمان بْن أبي سعيد فتوقفت [٥] الرسل الذين حملوا الكتاب عن إيصاله، وكاتبوا الوزير علي بن عيسى، فأمرهم بإيصال الكتاب إلى أولاده ومن قام مقامه، فأوصلوه فكان من جوابهم بعد حمد الله عز وجل والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم الخليفة [٦] ، وشكر ما يبلغهم عن الوزير من العدل، وقالوا: إنا لم نخرج من الطاعة ولكنا كنا قوما مستورين فنقم علينا ذلك فجار من الناس لا دين لهم فشنعوا علينا وقذفونا بالكبائر، ثم خرجوا إلى سبنا وضربنا، ثم نادوا قد أجلناكم ثلاثة أيام فمن أقام بعدها أحل بنفسه العقوبة، فخرجنا فوثبوا علينا قبل الأجل [٧] ، وضربونا وأغرمونا الأموال، فسألناهم أن يؤمنونا على أنفسنا فلم يفعلوا، وأمر صاحب البلد بقتلنا فهربنا، فأخذوا حرمنا وسلبوهم سلبا قبيحا، وانتهبوا منازلنا فلجأنا إلى البادية، فخرج ناس إلى المعتضد [باللَّه] [٨] فشنعوا علينا،


[١] في ت: «ووبخه على ما يحكي» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٤] في ك: «فقبض عليه» .
[٥] في ت: «أبو طالب سليمان بن أبي سعيد فواقف» .
[٦] في ك: «وتعظيم الخلافة» .
[٧] في ص، ل: «فوثبوا قبل الأجل» .
[٨] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>