للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يروى عن عَلي بْن أبي طالب، قدم بغداد بعد سنة ثلاثمائة بسنتين، وعلماء النقل لا يثبتون قوله ولا يصدقون خبره.

أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ علي بْن ثابت، قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْن موسى بْن عبد الله الروشنائي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن [يعقوب] [١] المفيد، قَالَ: سمعت أبا عمر وعثمان بْن الخطاب بْن عبد الله البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها: رندة وهو المعمر/ ويعرف بأبي الدنيا [٢] ، يقول:

ولدت [٣] في أول خلافة أبي بكر الصديق، فلما كَانَ في زمن [٤] عَلي بْن أبي طالب خرجت أنا وأبي نريد لقاءه، فلما صرنا قريبا من الكوفة أو من الأرض التي هو فيها لحقنا عطش شديد في طريقنا أشفينا منه على الهلكة، وَكَانَ أبي شيخا كبيرا، فقلت له:

اجلس حتى أدور أنا في الصحراء أو البرية فلعلني أقدر على ماء، أو من يدلني على ماء، أو ماء المطر، فجلس ومضيت أطلب الماء، فلما كنت عنه غير بعيد لاح لي ماء، فصرت إليه، فإذا أنا بعين ماء وبين يديها شبيه بالركية [٥] ، أو الوادي من مائها، فنزعت ثيابي واغتسلت من ذلك الماء وشربت حتى رويت، ثم قلت: أمضي فأجيء بأبي، فهو غير بعيد، فجئت إليه فقلت: قم فقد فرج الله وهذه عين ماء قريب منا. ومضينا نحو العين والماء، فلم نر شيئا، فدرنا نطلب فلم نقدر على شيء، وأجهد أبي جهدا شديدا فلم يقدر على النهوض لشدة ما لحقه، فجلست معه فلم يزل يضطرب حتى مات فاحتلت حتى واريته، ثم جئت حتى لقيت أمير المؤمنين عليا رَضِيَ اللهُ عنه وهو خارج إلى صفين وقد أسرجت له بغلة، فجئت فأمسكت الركاب ليركب وانكببت لأقبل فخذه، فنفحني الركاب فشجني في وجهي شجة- قَالَ المفيد: ورأيت الشجة في وجهه


[ () ] وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ١١/ ٢٩٧- ٢٩٩، والبداية والنهاية ١١/ ١٩٠، وميزان الاعتدال ٣/ ٣٣، ولسان الميزان ٤/ ١٤٥) .
[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٢] في ت: «ويعرف بابن أبي الدنيا» .
[٣] «ولدت» : ساقطة من ص.
[٤] في ك: «فلما كان في خلافة علي» .
[٥] في ك: «يديها شبيه بالركية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>