للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفهم بالعربية ولا يتكلم بها، ويقول: أخاف أن أخطئ، والخطأ من الرئيس قبيح وكان يقول [١] : إن كنت لا أحسن العلم والأدب فأحب أن لا يكون في الأرض أديب ولا عالم ولا رائس صناعة [٢] إلا في جنبتي، وتحت اصطناعي، وكان قد استوطن واسطا، وقرر مع الراضي باللَّه أن يحمل إلى خزانته [٣] [من مالها] [٤] في كل سنة [٥] ثماني مائة ألف دينار بعد أن يخرج الغلة [٦] في مئونة خمسة آلاف فارس يقيمون بها، وكان قَدْ [٧] أظهر العدل، وكان يقول: قد نبئت أن العدل اربح للسلطان في الدنيا والآخرة، وبنى دار ضيافة للضعفاء والمساكين بواسط، وابتدأ بعمل [٨] المارستان ببغداد وهو الذي جدده عضد الدولة، وكانت أمواله كبيرة [٩] فكان يدفنها في داره وفي الصحاري، وكان يأخذ رجالا في صناديق فيقفلها عليهم، ويأخذ صناديق فيها مال ويقود هو بهم إلى الصحراء، ثم يفتح عليهم فيعاونونه في دفن المال، ثم يعيدهم إلى الصناديق، فلا يدرون أي/ موضع حملهم، ويقول: إنما أفعل هذا لأني أخاف أن يحال بيني وبين [١٠] داري، فضاعت بموته الدفائن.

وبعث بجكم إلى سنان بن ثابت الطبيب بعد موت الراضي، وسأله أن ينحدر إليه إلى واسط، فانحدر إليه فأكرمه، وقال له: [إني] [١١] أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني، وفي أمر آخر هو أحب إلي [١٢] من أمر بدني [١٣] ، وهو أمر أخلاقي لثقتي بعقلك


[١] في ت، ص، ل، ك: «وقال» .
[٢] في المطبوعة: «رأس صناعة» .
[٣] في ت: أن يحمل إليه من خزانتها» .
[٤] ما بين المعقوفتين سقطت من الأصل، ك.
[٥] «في كل سنة» سقطت من ت.
[٦] في ص، ك، ل، والأصل: «يزيح العلة» .
[٧] «كان قد» سقطت من ت، ص، ك، ل.
[٨] في الأصل: «العمل» .
[٩] في ص، ك، ل: «عظيمة» .
[١٠] «بيني وبين» سقطت من ل، ك.
[١١] ما بين المعقوفتين سقطت من الأصل.
[١٢] في ت، ص، ك، ل: «أهم إليّ» .
[١٣] في الأصل: «من ذلك» بدلا من: «من أمر بدني» .

<<  <  ج: ص:  >  >>