للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و [كان قد] [١] بلغ المكوك من الحنطة خمسة وعشرين درهما، واضطر الناس إلى أكل البزر قطونا، كان يؤخذ فيضرب بالماء ثم يبسط على الطابق ويشعل تحته، فإذا حمي أكلوه. وأكلوا الجيف، وإذا راثت الدواب اجتمع جماعة من الضعفاء على الروث فالتقطوا [٢] ما فيه من حب الشعير فأكلوه، وكانت الموتى مطرحين، فربما أكلت الكلاب لحومهم، وخرج الناس إلى البصرة خروجا مسرفا فمات أكثرهم في الطريق، ومات بعضهم بالبصرة وصار الضعفاء يغنى أكثرهم [٣] وصار العقار والدور تباع بالرغفان من الخبز [٤] ، ويأخذ الدلال بحق دلالته بعض الخبز.

أخبرنا [٥] محمد بن عبد الباقي، وعن علي بْن المحسن، عن أبيه قَالَ: حدثني أبو الحسين بن عباس القاضي قال: حدثني أبو عبد الله الموسوي العلوي أنه باع في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة عند اشتداد الغلاء على معز الدولة وهو مقيم بظاهر بغداد من الجانب الغربي كر حنطة بعشرة آلاف درهم. قال: ولم أخرج الغلة حتى تسلمت المال.

وكانت بين أصحاب معز الدولة أبي الحسين [٦] وبين أصحاب ناصر الدولة أبي محمد [٧] بن حمدان حرب بعكبرا، فخرج معز الدولة ومعه الخليفة المطيع إلى عكبرا، وذلك في رابع رمضان، ثم حضر معز الدولة المطيع، ووكل به، فلما كان يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان وافى ناصر الدولة إلى بغداد، فنزل في الجانب الغربي فعبر أصحاب معز الدولة إليهم، فعبر ناصر الدولة إلى الجانب الشرقي، ودخل بغداد، وجاء معز الدولة فاحتربوا [٨] ، فملك الجانب الغربي بأسره [٩] إلا أنه ضاق عليهم العيش،


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «ليقطعوا» .
[٣] «وصار الضعفاء يغنى أكثرهم» سقطت من باقي الأصول.
[٤] في باقي النسخ: «برغفان من خبز» .
[٥] في ل، ص: «أنبأنا» .
[٦] في الأصل: «أبي الحسن» .
[٧] في الأصل: «ناصر الدولة بن محمد» .
[٨] «فاحتربوا» سقطت من ت.
[٩] «بأسره» سقطت من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>