للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ بحروف تخالف الإجماع، واستخرج لها وجوها من اللغة والمعني، مثل ما ذكر في [كتاب] [١] «الاحتجاج» للقرافي [في] [٢] قوله تعالى: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) ١٢: ٨٠ [٣] فقال: لو قرئ خلصوا نجبا بالباء لكان جائزا، وهذا مع كونه يخالف الإجماع بعيد [من] [٤] المعني، إذ لا وجه للنجابة عند يأسهم من أخيهم، إنما اجتمعوا يتناجون [٥] ، وله من هذا الجنس من تصحيف الكلمة، واستخراج وجه بعيد لها، مع كونها لم يقرأ بها كثير، وقد أنكر العلماء هذا عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة الفقهاء والقراء فأذعن [٦] بالتوبة، وكتب محضر بتوبته، وأشهد [٧] عليه جماعة ممن حضر، وقيل: إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وكان يقرئ بها إلى أن مات.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد [٨] [القزاز] [٩] أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئي، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم. قال: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحروف من القرآن يوافق خط المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة، فابتدع بقوله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيّء رأيه طريقًا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون التمسك بالأثر، وقد كان أبو بكر شيخنا نشله


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] سورة: يوسف الآية: ٨٠.
[٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٥] من ل: «ينتاجون» .
[٦] من ص: «فأذن» .
[٧] من ص، ل: «وشهد» .
[٨] «عبد الرحمن بن محمد» سقطت من ص.
[٩] ما بين المعقوفتين سقطت من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>