للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودخل جوهر إلى مصر يوم الثلاثاء لثلاث [١] عشرة ليلة بقيت من [٢] شعبان سنة ثمان وخمسين، وخطب لبني عبيد في الجامعين [٣] بفسطاط مصر، وسائر أعمالها يوم الجمعة لعشر ليال بقين من شعبان هذه السنة، وكان الخاطب في هذا اليوم عبد السميع بن عمر العباسي [٤] .


[١] في الأصل: «لسبع لثلاث عشر» سهو.
[٢] في نسخة الأصل: «بقيت من جمادى الأولي وجد ميتًا مطروحًا» ، وهذه قفزة نظر من الناسخ مع العبارة السابقة.
[٣] في ص، ل، ت: «الجانبين» .
[٤] في النسخة: ل على هامش الأصل بخط مختلف عن خط الأصل ما نصه:
ورد الخبر إلى المعز لدين الله بوفاة أمير أمير، وسير من في مصر يستحثونه لقدومه فبعث جوهر المعز يعزم فتحها، ورحل من المنصورة ومعه ألف حمل مال، ومن السلاح ما لا يوصف أو يعد. ووردت الأخبار بقدوم عال المغرب فاضطرب المصريون لذلك وطلبوا الأمان، وخرج رؤساء المصريين للقاء القائد جوهر على تروجه وأجمع مسلم ومن معه بالقائد جوهر، فأكرمه إكراما عظيما وكتب بما طلب من الأمان، وهذه نسخته:
بسم الله الرّحمن الرّحيم هذا كتاب جوهر القائد عبد أمير المؤمنين المعز لدين الله صلوات الله عليه لجمع أهل مصر والساكنين بها وبغيرها، فتحمدوا الله على ما آتاكم وتشكروه على ما حبا لكم وتسارعوا إلى الطاعة العاصمة لكم العائدة بالعادة عليكم أنه لم يكن إخراجه العال المنصورة والجيوش المظفرة إلا ما فيه إعزازكم وحمايتكم والجهاد عنكم ... واستطالت عليكم الأعداء واترا قلبه الحج الّذي تعطل للخوف المستوي عليهم، فلا يأجنون منها، وأمر بنشر العدل، وبسط الحق، وحسم الظلم، وقطع العلان، ونفي الأذى والمساواة في الحق، وإعانة المظلوم، ورفع على أنفسهم وأموالهم إذ لا زاجر للمعتدين ولا دافع للظالمين بكم بحويد البلد وحربها المعيار ... الميمونة، وقطع العير المظلوم، وحميد النظر وكريم الصحبة، وافتقاد الأموال وحياطة أهل البلد من ليلهم ونهارهم، وحسن تصرفهم في معايشهم حتى تجري أمورهم على السداد، وإقامة أودهم وإمداد بالهم، وجمع قلوبهم، وتأليف كلمتهم على طاعة أمير المؤمنين وأمر عبده بقطع الرسوم الجائرة عليهم، ورد المواريث إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأن يقدم من أم مساجدكم وتزيينها، وإعطاء مؤذنيها وقومتها ومن يؤم بالناس أرزاقهم، وأن يجرى فرض الأذان والصلاة وصيام شهر رمضان وفطره وقنوت لياليه والزكاة والحج والجهاد على ما أمر الله عز وجل في كتابه وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم، وإجراء أهل الذمة على ما كانوا عليه، ولكم أمان الله التام الدائم أهل الذمة على ما كانوا عليه، ولكم أمانة الله التام الدائم المتصل الشامل المتالد على مرور الأيام في أنفسكم وأموالكم وأهليكم ونعمكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>