للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبت بي دارى وفر العبيد ... وأودت ثيابي وبعت فروشى

/ وكنت ألقب بالببغاء ... قديما فقد مزق الدهر ريشي

وكان غذائي نقى الأرز ... فها أنا مقتنع بالحشيش

وكتب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي من الحبس، وكان قد زاره في محبسه بهذه الأبيات [١] .

أبا الفرج أسلم وابق وانعم ولا تزل ... يزيدك صرف الدهر حظا إذا نقص

مضت مدة أستام ودك غاليا ... فأرخصته والبيع غال ومرتخص

وآنستني من محبسي بزيارة ... شفت قرما من صاحب له قد خلص

ولكنما كانت كشجو لطائر ... فواقا كما يستفرص الفارص الفرص

فأحسبك استوحشت من ضيق موضعي ... وأوحشت خوفا من تذكرك القفص

كذا الكرز اللماح ينجو بنفسه ... إذا عاين الأشراك تنصب للقنص

فحوشيت يا قس الطيور فصاحة ... إذا أنشد المنظوم أو درس القصص

من المنشر الأشغي ومن حزة الهدى [٢] ... ومن بندق الرامي ومن قصة المقص

ومن صعدة فيها من الدهر لهذم ... لفرسانكم عند الطراش بها قعص

/ فهذى دواهي الطير وقيت شرها ... إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص

فكتب إليه [الببغاء جوابه] [٣] :

أبا حامد مذ يمم المجد ما نكص [٤] ... وبدر تمام مذ تكامل ما نقص

ستخلص من هذا السرار وإنما ... هلال توارى بالسرار [٥] فما خلص

برأفة تاج الملة الملك الّذي ... بسؤدده في خطه المشتري خصص


[١] «بهذه الأبيات» : ساقطة من ص، ل.
[٢] في ص: «ومن جرة المدى» . وفي الأصل: «ومن حوة الهدى» .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٤] في ص، ل: «المجد ما نقص» .
[٥] في ص: «هلال يواري بالسرار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>