للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقوم له ويستقبله إذا قصده، فدخل عليه محمود [١] يوما وقال له: قد ضاق صدري كيف قد صرت تكدى؟ فقال: كيف؟ قال: بلغني أنك تأخذ أموال الضعفاء وهذا هو الكدية، وكان محمود قد سقط على أهل نيسابور شيئا فكف عن ذلك. ووقع بنيسابور جرف فأخذ يغسل الموتى (ويواريهم) [٢] فغسل عشرة آلاف.

٣١٣٨- محمد [٣]- بن الحسن بن صالحان أبو منصور

[٤] :

/ وزر لشرف الدولة أبي الفوارس بن عضد الدولة ثم لأخيه بهاء الدولة وكان يحب الخير والعلماء ويميل إلى العدل ويفضل على الناس وإذا سمع الأذان ترك شغله ونهض لأداء الفرض وكان له مجلس نظر يحضر أهل العلم وكان يعطى العلماء والشعراء وتوفي ببغداد في رمضان هذه السنة عن ست وسبعين سنة. وكان أبو علي إسماعيل الموفق يخلف أبا منصور فأتاه بشر بن هارون النصراني فقال له: إني قد هجوت الوزير أبا منصور بأبيات فيها:

قالوا مضيت إلى الوزير ... فقلت بنظر أم الوزير

يلقى الكرام نعم وأما ... ذا فيلقى جوف بئر

فقال: لو سمعها منك لحمدت أمرك معه، فقال: ما عليك إن أنشدتها إياه، قال:

ما تؤثر، قال: مائة درهم وعشرة أقفزة حنطة [٥] ، فدخل على الوزير وقال له: قد أنعمت على بما تقصر شكري عنه وقد حسدني [قوم] [٦] على قربي منك، وقالوا أبياتا على لساني فيك فأخاف أن تصدق ذلك إذا سمعته، فقال: لا تخف فما الأبيات؟ فأنشده إياه فضحك وخرج فكتب له أبو علي بالدراهم والحنطة على وكيله فدافعه، فكتب إليه:


[١] «محمود» : ساقطة من ل.
[٢] «يواريهم» : ساقطة من ص.
[٣] بياض في ت.
[٤] انظر ترجمته في: (الكامل ٨/ ١٥٣، والبداية والنهاية ١٢/ ١٩) .
[٥] في الأصل: «وعشرة أقفزة حنطة» .
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>