للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطب في جامع المنصور في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وكان يخطب خطبة واحدة كل جمعة لا يغيرها، وإذا سمعها منه الناس ضجوا بالبكاء وخشعوا/ لصوته.

توفي في هذه السنة.

٣١٥٠- الحسين [١] بن علي بن الحسين، أبو القاسم المغربي الوزير

[٢] :

ولد بمصر في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة وهرب منها حين قتل صاحبها أباه وعمه، وقصد مكة ثم الشام ثم بغداد فوزر لمشرف الدولة [٣] بعد أبي على الرخجي، وكان كاتبا عالما يقول الشعر الحسن، ثم وزر بعد ذلك لابن مروان بديار بكر ومات عنده، قال أبو غالب بن بشران الواسطي: رويت له أن بعض الحكماء قال لبنيه: تعلموا العلم فلأن يذم الزمان لكم خير من أن يذم بكم، ففكر ساعة وكتب:

ولقد بلوت الدهر أعجم صرفه ... فأطاع لي عصيانه ولسانه [٤]

ووجدت عقل المرء قيمة نفسه ... وبجده جدواه، أو حرمانه

فإذا جفاه المجد عيبت نفسه ... وإذا جفاه الجد عيب زمانه

ومن شعره المستحسن ما أنبأنا به أبو القاسم السمرقندي، قال: أنشدنا أبو محمد التميمي للوزير أبي القاسم المغربي:

وما ظبية أدماء تحنو على الطلا ... ترى الإنس وحشا وهي تأنس بالوحش

غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعه ... فلم تلق شيئا من قوائمه الحمش

فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت ... سباع الفلا ينهشنه أي ما نهش

/ بأوجع منى يوم ظلت أنامل ... تودعني بالدر من شبك النقش

وأجمالهم تمشى [٥] وقد خيل الهوى ... كأن مطاياهم على ناظري تمشي

وأعجب ما في الأمر إن عشت بعدهم ... على أنهم ما خلفوا في من بطش


[١] بياض في ت.
[٢] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ٢٣) .
[٣] في الأصل: «فوزر لشرف الدولة» .
[٤] في ص، ل: «عصيانه وليانه» .
[٥] في ل: «وأجمالهم تحدي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>