للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جمع الأشراف والقضاة والفقهاء والشهود]

وفي سلخ رجب: جمع الأشراف والقضاة والشهود والفقهاء والوجوه إلى بيت النوبة، واستدعى جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر العيار وإلزام أهل الذمة إياه، وكان في التوقيع: «بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإن الله تعالى بعزته التي لا تحاول وقدرته التي لا تطاول اختار الإسلام دينا وارتضاه وشرفه [وأعلاه] [١] وبعث به محمدا واجتباه وأذل من ناواه، فقال تعالى: وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٩: ٤٠ [٢] وقال: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ٩: ٣٣ [٣] وأمير المؤمنين يرى أن من أقرب الوسائل إلى الله به بقاء [٤] ما كان حافظا للشرع ومجددا لمعالمه وقد كان الخلفاء الراشدون [فرضوا] [٥] على أهل الذمة المعاهدين حدودا معقودة على الاستشعار والإخبات والاستكانة، والتفرد عن المسلمين إعظاما للإسلام وأهله ولما تطرق على هذه السنة الإغفال واستمر فيها الإهمال اطرحت هذه الطائفة دواعي الاحتراس، وتشبهت بالمسلمين في زيهم، فرأى أمير المؤمنين الإيعاز إلى جميع أهل الذمة بتغيير اللباس الظاهر مما يعرفون به عند المشاهدة، فليعلم ذلك من رأى أمير المؤمنين» فقالوا: السمع والطاعة.

[الزيادة في ألقاب جلال الدولة]

وفي رمضان: استقر أن يزاد في ألقاب جلال الدولة شاهنشاه الأعظم ملك الملوك، فأمر الخليفة بذلك فخطب له به فنفر العامة ورموا الخطباء/ بالآجر، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفقهاء في ذلك، فكتب أبو عبد الله الصيمري الحنفي أن هذه الأسماء يعتبر فيها القصد والنية، وقد قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ٢: ٢٤٧ [٦] وقال تعالى: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ١٨: ٧٩ [٧] وإذا كان في الأرض [٨] طول جاز أن يكون بعضهم


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٢] سورة: التوبة، الآية: ٤٠.
[٣] سورة: التوبة، الآية: ٣٣، وغيرها.
[٤] في ص، والأصل: «إلى الله تقي» .
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٦] سورة: البقرة، الآية: ٤٢٧.
[٧] سورة: الكهف، الآية: ٧٩.
[٨] في ص: «وإذا كان في الأصل طول» .

<<  <  ج: ص:  >  >>