للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال: سمع علي بن الحسن أبا بكر بن مالك وأبا محمد بن ماسي وابن المظفر وغيرهم كتبت عنه وكان شيخا صالحا صدوقا دينا حسن المذهب سكن نهر القلائين وسألته عن مولده فقال سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ومات في هذه السنة ودفن في مقبرة الشونيزية.

٣٢٨٧- محمد بن جعفر بن أبي الفرج بن فسانجس، ويكنى أبا الفرج ويلقب ذا السعادات

[١] :

وزر لأبي كاليجار بفارس ووزر له ببغداد وكانت له مروءة فائضة وكان مليح الشعر والترسل ومن شعره.

أودعكم وإني ذو اكتئاب ... وأرحل عنكم والقلب آبي

وإن فراقكم في كل حال ... لأوجع من مفارقة الشباب

أسير وما ذممت لكم جوارا ... وما ملت منازلكم ركابي

وأشكر كلما أوطئت دارا ... ليالينا القصار بلا احتساب

وأذكركم إذا هبت جنوب ... تذكرني غزارات التصابي

لكم مني المودة في اغترابي ... وأنتم ألف نفسي في اقترابي

سقى عهد الاحبة حيث كانوا ... سحال القطر من خلل السحاب

فروعات الفراق وإن أغامت ... يقشعها مسرات الإياب

واشتهر عنه أن بعض شهود الأهواز كتب إليه أن فلانا مات وخلف خمسين ألف دينار مغربية وعقارا بخمسين ألف دينار وخلف ولدا له ثمانية أشهر فإن رأى الوزير أن يقترض من العين إلى حين بلوغ الطفل فكتب على ظهر الرقعة المتوفي [٢] رحمه الله والطفل جبره الله والمال ثمرة الله والساعي لعنه الله لا حاجة لنا إلى مال الأيتام.

اعتقل الوزير ذو السعادات بقلعة بني ورام ببهندف أحد عشر شهرا ونفذ أبو كاليجار من قتله بها في رمضان هذه السنة وقد بلغ إحدى وخمسين سنة.


[١] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ٥٨) .
[٢] في الأصل: «على ظهر القصة الميت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>