للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أصل بلدة فالة قريبة من أيذج، أقام بالبصرة مدة، وسمع بها من أبي عمر بن عبد الواحد الهاشمي وغيره [١] ، وقدم بغداد فاستوطنها، وكان ثقة.

أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أنشدنا أبو زكريا التبريزي قَالَ: أنشدني أبو الحسن [٢] الفالي من لفظه لنفسه:

لما تبدلت المجالس أوجهًا ... غير الذين عهدت من علمائها

ورأيتها محفوفة بسوى الألى ... كانوا ولاة صدورها وفنائها

أنشدت بيتا سائرا متقدما ... والعين قد شرقت بجاري مائها

أما الخيام فإنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي غير نسائها

وأنشد لنفسه:

تصدر للتدريس كل مهوس ... بليد يسمى بالفقيه المدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديم شاع في كل مجلس

لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلس

قَالَ أبو زكريا: وجدت بخط الفالي لنفسه وكان قد باع «الجمهرة لابن دريد» فندم بعد ذلك.

٦/ أ/

أنست بها عشرين حولا وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني

وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في السجون ديوني

ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهل جفوني

فقلت ولم املك سوابق عبرتي ... مقالة مكوي الفؤاد حزين

لقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... ذخائر من رزء بهن ضنين

[٣] توفي الفالي في ذي القعدة من هذه السنة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.


[١] «وغيره» سقطت من ص، ت.
[٢] في الأصل: «أبو الحسين» .
[٣] في الأصل: «من دبّ بهن طنين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>