للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن ذخيرة الدين، وجدته، وعمته وسنه يومئذ أربع سنين، مع أبي الغنائم/ ابن ٣٢/ ب المحلبان، واستقبله الناس وجلس في زبزب كبير، وعلى رأسه أبو الغنائم إلى باب الغربة، قدم له فرس فركبه [١] فحمله أبو الغنائم على كتفه فأركبه الفرس، ودخل به إلى الخليفة فشكره على خدمته له ثم خرج، وكان أبو الغنائم ابن المحلبان قد دخل إلى دار بباب المراتب في أيام البساسيري. فوجد فيها زوجة أبي القاسم ابن المسلمة وأولاده، وكان البساسيري شديد الطلب لهم، فقالوا له: قد تحيرنا وما ندري ما نعمل، ولما استشرنا صاحبنا أين نأخذ- يعنون ابن المسلمة- قال: ما لكم غير ابن المحلبان فخلطهم بحرمه، ثم أخرجهم إلى ميافارقين، وجاءه محمد الوكيل فقال له: قد علمت أن ابن الذخيرة وبنت الخليفة ووالدتها يبيتون في المساجد. وينتقلون من مسجد إلى مسجد مع المكدين، ولا يشبعون من الخبز، ولا يدفأون من البرد، وقد علموا ما قد فعلته مع بنت ابن المسلمة، فسألوني خطابك في مضائهم [٢] وقد ذكروا أنهم أطلعوا أبا منصور بن يوسف على حالهم، فأرشدهم إليك، وكان البساسيري قد أذكى العيون عليهم، وشدد في البحث عنهم، فلم يعرف لهم خبرا. فقال ابن المحلبان لمحمد الوكيل: واعدهم المسجد الفلاني حتى أنفذ زوجتي إليهم تمشي بين أيديهم إلى أن يدخلوا دارها.

ففعل وحمل إليهم الكسوة الحسنة، وأقام بهم وخاطر بذلك، فلما علموا بمجيء السلطان انزعجوا وقالوا: إن خوفنا من هذا كخوفنا من البساسيري لأجل أن خاتون ضرة لجدة هذا/ الصبي، تكره سلامته، فأخرجهم إلى قريب من سنجار، ثم حملهم إلى ٣٣/ أحران، فلما سكنت الثائرة مضى وأقدمهم إلى بغداد.

وفي جمادى الآخرة: وقع في الخيل والبغال موتان، وكان مرضها نفخة العينين والرأس وضيق الحلق.

وفي رجب: وقف أبو الحسن محمد بن هلال الصابي دار كتب بشارع ابن أبي عوف من غربي مدينة السلام، ونقل إليها نحو ألف كتاب.


[١] «فركبه» سقطت من ص، ت.
[٢] في الأصل: «مغنامهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>