للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علم أنه أمر بالتوقف، فحرك الخليفة بأن أنفذ [١] كتابا إلى الجهة الخاتونية مع جابر بن صقلاب، يتضمن اشتياقا إليهم، وإيثارا لمشاهدتها، ورسم لها المسير [٢] إليه، والخروج [٣] من دار الخلافة على أي حال أوجبته ومضيق [٤] العذر في التأخر وكتاب إلى الحاجب ترمس بملازمتها إلى أن تسير وتردد الخطاب في السبب/ الموجب لذلك، ٤٠/ أإلى أن أفصح به ابن صقلاب، وأنه بسبب تأخر أبي الغنائم بن المحلبان، فقيل: إنما توقف لانتظارنا ابن صاعد الرسول الذي ذكرتم إنفاذه إلى بابنا لنسمع رسالته، ويكون إنفاذهما جميعا، وحيث تأخر ذلك، وأوجب هذا الاستشعار، فنحن نكاتب ابن المحلبان ونأمره بالإتمام، ففعل ذلك.

[عقد السلطان على السيدة بنت الخليفة]

وفي يوم الخميس ثالث عشر شعبان: كان العقد للسلطان على السيدة بنت الخليفة بظاهر تبريز، فكتب ابن المحلبان إلى الخليفة يخبره أنه عمل سماط عظيم، وأنه قرأ [٥] نسخة التوقيع الشريف إلى السلطان على الناس والسلطان حاضر، وأنه سلم الوكالة إلى عميد الملك فقبلها، ورفع يده بها إلى السلطان، فقام عند مشاهدتها وقبلها وقبل الأرض ودعا، ثم أعادها إلى عميد الملك فقرأها، وقد رسم فيها تعيين المهر وهو: أربعمائة ألف دينار، فارتفعت الأصوات بالدعاء للخليفة، وعقد العقد ونثر الذهب واللؤلؤ، وتكلم السلطان بما معناه الشكر والدعاء، وأنه المملوك القن الذي قد سلم نفسه ورقه وما حوته يده وما يكسبه باقي عمره إلى الخدمة الشريفة.

ونفذ في شوال خدمة للديوان العزيز تشتمل على ثلاثين غلاما أتراكا على ثلاثين فرسا، وخادمين، وفرس بمركب وسرج من ذهب مرصع بالجواهر الثمينة، وعشرة آلاف دينار/ للخليفة، وعشرة آلاف دينار لكريمته، وعقد جوهر فيه نيف وثلاثون حبة في كل ٤٠/ ب حبة مثقال، وجميع ما كان لخاتون المتوفاة من الاقطاع بالعراق، وثلاثة آلاف دينار


[١] «بأن أنفذ» سقطت من ص.
[٢] في الأصل: «الخروج إليه» .
[٣] في الأصل: «وتخرج» .
[٤] في الأصل: «نضيق» .
[٥] في المطبوعة: «قرئ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>