للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابن عقيل: هذا كلام يرده على قائله جميع ما ذكره، وذلك أنه أخذ صفات البارئ في صفات الشاهد، وذكر أن المثير للغضب ما يدخل على قلب الغضبان من غليان الدم طلبا للانتقام، وأوجب بذلك منع دوام العقاب حيث لا يوجد في حقه [سبحانه] [١] التشفي، والشاهد يرد عليه ما ذكره، لأن المانع من التشفي عليه الرأفة ٤٧/ أوالرحمة، / وكلاهما رقة طبع، وليس البارئ بهذا الوصف، وليس الرحمة والغضب من أوصاف المخلوقين بشيء، وهذا الذي ذكره من عدم التشفي كما يمنع الدوام يمنع ابتداء العقوبة إذا كان المحيل للدوام من عدم التشفي، وفورة الغضب، وغليان الدم، كما يمنع دخوله في الدوام يمنع دخوله عليه، ووصفه به، فينبغي بهذه الطريقة أن يمنع أصل الوعيد، ويحيله في حقه [٢] [سبحانه] [٣] كسائر المستحيلات عليه [٤] لا يختلف نفس وجودها ودوامها، فلا أفسد اعتقادا ممن أخذ صفات الله تعالى من صفاتنا، وقاس أفعاله على أفعالنا، والعقل أجب قطعة من الشاهد، فإنه قادر أن يجعل القوت من النبات، فجعله من الحيوان ينال بعد ألمه، فأي أفعاله ينطبق على أفعالنا، وأي أوصافه تلحق بأوصافنا.

قَالَ المصنف: وكان ابن برهان يقدح في أصحاب أحمد ومن يخالف اعتقاده اعتقاد المسلمين، إذ كلهم أجمعوا على خلود الكفار في النار [٥] ، ولا ينبغي أن يؤثر قدحه في أحد.

توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة وقد أناف على الثمانين.


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] «في حقه» سقطت من ص.
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] «عليه» سقطت من ص.
[٥] «في النار» سقطت من ص، ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>